مكناس : الواقع المسطر بحبر الغبار

قد يبدوا في الظاهر و انت تنظر إلى الناس و هم في طوابير ينتظرون دورهم لركوب وسيلة من وسائل النقل العمومي أو سياراتهم الخاصة و هي تجول هناك و هناك وسط ازدحام و ضغط الطرقات و الشوارع . فيخطر في بالك أن مدينة مكناس منتعشة اقتصاديا و سياحيا.
هناك حركة تكتسح منطقة دون أخرى . ذون التفكير في سبل توزيع هذا الرواج التجاري و الاقتصادي و المحتشم البئيس بسبب (عدم خلق فرص الشغل ) بين جميع الأحياء بالمدينة . الكل يتسابق نحوى ساحة الهديم . أو المدينة الجديدة حمرية. فقط تبقى مجرد حركية و الكل تائه لا يعرف الوجهة . لا يعرف إلى أين و اي متنفس يجد فيه الراحة .
و هل هناك منكم من يحصي لنا متنفسات المدينة من حدائق و فضاءات ترفيهية . مدينة مكناس سفيح ساخن و كأن المدينة بأكملها لا تعرف الركود ابدا الا انها في الواقع تدور في حلقة فارغة
المشاهد اليومية للمكناسيين و جريهم الروتيني في كل الإتجهات .
الشارع المكناسي ينبض عجلة التنمية الإقتصادية لا تتوقف في الظاهر. لكن في الباطن مجرد جري عابث باهت الكل ينتظر الى حين ان يسدل الليل خيطوه ليرحل عن فضائتها الزائفة و بنيتها التحتية المهترئة و في نهاية العدو المواطن المكناسي يعود خالي اليدين ليأخد زاوية داخل بيته أو ركن على قارعة الحي الذي يسكن فيه. يفكر في حاجيتاته المتبخرة و يستعيد في هذه الوقفة انغام حناجر باعة الوهم و خطابتهم المكتوبة على صفحات دروب المدينة المهترئة المصبوغة بألوان المصالح الخداعة .
و يبقى واقع مكناس الجري بذون اتجاه أو وجهة بهدف معين .
عادل_موساوي