الأحداث الوطنية|الأحداث الوطنية

مجلس الأمن يؤجّل التصويت على قرار الصحراء إلى الجمعة بسبب انشغالات طارئة بالسودان

IMG-20251030-WA0063

 

بقلم: سيداتي بيدا

في خطوة لم تكن مفاجِئة تماماً لمتابعي تطورات ملف الصحراء داخل أروقة الأمم المتحدة، قرر مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، تأجيل التصويت على مشروع القرار رقم 2025 المتعلق بتمديد ولاية بعثة المينورسو ومتابعة مستجدات القضية، إلى يوم الجمعة 31 أكتوبر. ويأتي هذا التأجيل ليضيف حلقة جديدة إلى سلسلة من التأخيرات التي طالما رافقت القرارات الأممية المرتبطة بهذا النزاع الإقليمي طويل الأمد.

وأكدت مصادر دبلوماسية في نيويورك أن سبب التأجيل لا يرتبط بخلافات داخل المجلس بشأن مضمون القرار، بقدر ما يعزى إلى الانشغال الطارئ بمعالجة الوضع الإنساني والأمني المتدهور في السودان، والذي استأثر بجزء كبير من جدول أعمال الجلسات المغلقة للمجلس خلال الساعات الأخيرة. وأوضحت المصادر ذاتها أن أعضاء المجلس اتفقوا على إرجاء التصويت يوماً واحداً، في انتظار استكمال المداولات التقنية حول الصيغة النهائية للنص الأممي.

ويُرتقب أن يُكرّس القرار رقم 2025، وفق المسودات المتداولة، نهج الاستمرارية الذي دأبت عليه الأمم المتحدة في مقاربتها لملف الصحراء، عبر تجديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام إضافي، والدعوة إلى استئناف العملية السياسية تحت رعاية المبعوث الشخصي للأمين العام، السيد ستافان دي ميستورا. كما من المتوقع أن يُجدد المجلس دعوته إلى جميع الأطراف المعنية إلى الانخراط بجدية وروح واقعية في جهود التوصل إلى حل سياسي دائم ومقبول من الجميع.

ويرى مراقبون أن هذا التأجيل، رغم طابعه التقني، يعكس حجم التحديات التي تواجه مجلس الأمن في إدارة أجندته الدولية المثقلة بالأزمات، من الشرق الأوسط إلى القارة الإفريقية. كما يبرز أن ملف الصحراء، رغم استقراره النسبي على المستوى الأمني، يظل رهيناً لتوازنات سياسية دقيقة داخل المجلس، خاصة في ظل اختلاف المواقف بين الدول الداعمة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي وتلك التي تساند أطروحة الاستفتاء.

ومن المرتقب أن يشهد يوم غدٍ الجمعة تصويتاً سلساً دون مفاجآت كبيرة، في ظل توافق شبه تام بين الأعضاء الدائمين حول مضمون القرار، مع تجديد التأكيد على دعم جهود الأمم المتحدة في دفع العملية السياسية قدماً نحو تسوية عادلة ومستدامة.

ويبقى السؤال المطروح: هل سيحمل القرار 2025 جديداً في مسار القضية، أم سيظل مجرد تجديد تقليدي لالتزامات قائمة بانتظار تحولات إقليمية قد تعيد رسم معالم الحل؟
سؤال مفتوح على احتمالات المستقبل، في نزاعٍ تجاوز نصف قرن ولا يزال يبحث عن طريقه إلى السلام الدائم.