أخبار مكناس

المحطة الطرقية سيدي سعيد بمكناس بين الإهمال و الفساد 

بقلم: زروال فؤاد 

 

على إثر تداول وسائط التواصل الاجتماعي لشريط فيديو يبين الوضع الكارثي للمحطة الطرقية سيدي سعيد بمكناس و يظهر من خلال الفيديو انك داخل مغارة تعود لسنوات خلت الإضاءة خافتة إن لم تكن منعدمة في بعض الأماكن مما يخلق جو من عدم الطمأنينة و الأمان لدى المسافرين الذين لا يجدون أماكن للراحة ببهو المحطة إلا من كراسي خشبية مهترئة تتهاطل عليها الأمطار ، ناهيك عن العدد الهائل للمتشردين و الجانحين الذين يتخذون من المحطة وكرا لهم . حملنا سؤالا محوريا إلى مستشارين من جماعة مكناس حول المتسبب الحقيقي في هكذا وضعية لمحطة طرقية تبيض ذهبا ، و كعادته المعهودة بكل جرأة صرح لنا المستشار محمد أشكود بأن المسؤول الأول و الحقيقي عن هذه الوضعية هي جماعة مكناس ، إلا أن هناك إكراهات مضيفا السيد أشكود تتعلق بضعف الموارد و من أنه تم تخصيص مبلغ مالي مهم لإصلاح المحطة لكن مساهمة الجماعة – دائما حسب تصريح المستشار – في بعض المشاريع الوطنية كتثمين المدن العتيقة ، أو الجهوية كإحداث بعض الطرق مما جعل الجماعة تعجز عن إصلاح المحطة الطرقية القلب النابض للمدينة بشكل عام و المسافرين بشكل خاص لاسيما مع ارتفاع تسعيرة السفر بالقطار ، هذا من ناحية المسؤول المباشر الذي فوض تدبير و تسيير المحطة الطرقية لكن ماذا عن المسؤول غير المباشر المفوض إليه و هو الشركة الوطنية للنقل و اللوجيستك لماذا لم تحدث أي تغيير أو إصلاح بالمرفق الذي لم تدفع سومته الكرائية لما يزيد عن ثلاث سنوات بمبلغ يقدر 2 مليون درهم عن كل سنة ، ما يسمح لنا بالتساؤل لماذا لم ترفع الجماعة دعوى قضائية لاستخلاص المبلغ المترتب على عاتق الشركة ؟ و من يتستر عليها ؟ و نظرا لهذه الوضعية ” عدم تسديد الشركة الوطنية للنقل و اللوجيستك فتحت الجماعة مناقصة لتسيير المرفق الذي رست على أحد الأشخاص إلا أنه حسب المستشار حسن التميمي لا يتوفر على الكفاءة المهنية حيث يبقى غريبا عن القطاع ما حدا بمنافسه المباشر ” المكناسي ” إلى رفع دعوى قضائية كان الحكم فيها لصالحه غير أن العائق حسب المستشار أشكود يتمثل في دفتر التحملات الذي وضع تصنيفا تعجيزيا للشركة و الذي يتوفر عليه المكناسي بأثر رجعي ، ليبقى الوضع على ما هو عليه حيث لا المفوض المتمثل في جماعة بوانو و لا المفوض إليه الشركة الوطنية للنقل و اللوجيستك يرغبان في تسيير المحطة الطرقية سيدي سعيد ليتركوها عرضة للفساد المستشري بها و قساوة الطبيعة حيث يمكن أن تتهاوى على رؤوس المسافرين و المستخدمين في أي لحظة . فهل سيتم تدارك الأمر أم هي صيحة في واد .