العنوان:
تحولت أروقة المحكمة الابتدائية بمكناس، إلى مسرح لجلسات استنطاق مطوّلة، أعقبت سلسلة من الوقفات السلمية التي نظّمها شباب “جيل زيد” بالمدينة الجديدة حمرية. هذه الجلسات، التي استمرت حتى ساعات المساء، جاءت في إطار متابعة عشرات الموقوفين على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات التي عمّت عدداً من المدن المغربية خلال الأسابيع الأخيرة.
مصادر مطلعة أكدت أن عدد الموقوفين تجاوز الأربعين، أغلبهم من الشباب بين 14 و30 سنة، جرى توقيفهم خلال تجمعات رفعت شعارات اجتماعية تطالب بالتغيير وتحسين الأوضاع المعيشية.
التحركات داخل المحكمة عرفت حضوراً مكثفاً لمحامين وحقوقيين، بعدما أعلنت جمعية المحامين الشباب بمكناس تعبئتها الشاملة للدفاع عن المعتقلين. وظل عدد من المحامين مرابطين أمام مكاتب وكيل الملك وقاضي الأحداث إلى وقت متأخر من الليل، في مشهد يعكس تزايد الانشغال الحقوقي بالملف.
وقد قررت النيابة العامة متابعة تسعة من الموقوفين في حالة اعتقال، في حين أُفرج عن الباقين مقابل كفالات مالية. أما القاصرون، فقد جرى تسليمهم إلى أوليائهم بقرار من قاضي الأحداث، مع تأجيل ملفاتهم إلى جلسة قادمة.
وتعيش المدينة، منذ نهاية الأسبوع، على وقع ترقب لما ستسفر عنه الجلسات المقبلة، في وقت تتصاعد فيه الدعوات إلى معالجة الملف في إطار من التهدئة والحوار، حفاظًا على الطابع السلمي الذي ميز احتجاجات “جيل زيد” منذ بدايتها.