الأحداث الوطنية

تحرير الصحفي و استقلالية الصحافة … مطلب يتجدد في كل ذكرى لليوم العالمي لحرية الصحافة

بقلم إيمان الحفيان

 

حددت منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة اليونسكو في 03 ماي اليوم العالمي لحرية الصحافة، و هو احتفاء بمناسبة ذكرى إعلان ويندهوك في اجتماع الصحفيين الأفارقة و ذلك في 03 ماي 1991.
لطالما الإعلام كان قوة تعترف لها عظمى الدول، و الكل يهاب منه و من سلطته، و هذا الإعلان جاء ليكرس بيئة إعلامية حرة و آمنة للصحفيين، و من هنا نتساءل هل حققت الصحافة ما كانت ترغب به و ضمنت استقلاليتها؟
لا زال الصحفيون لغاية اليوم يركضون وراء تحقيق حرية الصحافة، و التحرر من قيود و ضغوطات اللوبيات، و ما نراه اليوم في دول العالم بصفة عامة، و بدول العالم العربي من تكميم أفواه الصحفيين و تهديدهم و زجهم في السجن و سلب حرياتهم في التعبير عن حرية مجتمع…
ألم يحن الوقت بعد لنحصل على صحافة حرة، مستقلة، تلتزم بأخلاقيات المهنة و تمنح حقوق الصحفيين فيما يخص حصولهم على المعلومة لأجل ممارسة مهامهم الصحفية بكل أريحية…
رسالة أنطونيو غوتيريس اليوم 05 ماي 2021 هي رسالة عالمية للإعلام العالمي في قوله المختصر و الجامع: “الصحافة باعتبارها منفعة عامة: 30 عاما بعد صدور إعلان ويندهوك، و في سياق الجائحة كان تحدي المعلومة الصحيحة في إنقاذ الأرواح و بناء مجتمعات قوية… و هنا يكون الإعلام ذو دور إنساني يساهم في استمرار البشرية و تحقيق أهداف التمنية البشرية الشاملة.
و اليوم كل ما علينا أن نوفر لصحفيي اليوم و المستقل ظروف عمل ملائمة من لأخذ معلوماته و القيان بتحقيقات صحفية دقيقة و موضوعية، بعيدا عن التبعية و البرغماتية لأجهزة الدولة أو لتلبية أغراض سياسية حزبية، فاليوم نحن بحاجة ماسة أن نعيد مطلبا لم يتحقق بعد ألا و هو حرية الصحافة و تحرير الصحفي و تمكينه من الحصول على المعلومة دون تضييق الخناق عليه و إخراج المعتقلين من السجن بكون أن الصحافة ليست جريمة، فهي مهنة تعري الواقع الاجتماعي، و الحل ليس هو سجن الصحفي بل سجن الواقع و إعادة تأهيله ليتكيف مع مطالب شعب متعطش و أقصى مطالبه هو العيش الكريم، و سيظل الإعلام رغم جهود الحاقدين على الميدان منفعة عامة و رسالة نبيلة و عين كاشفة للحقائق التي ترعب الكثيرين، إلا أن هدفه الارتقاء الإنساني و إنقاذ أرواح الناس من قبضة الخبث و الشائعات قبل قبضة الموت الحقيقي…