الأحداث الوطنية

خارج أسوار مراكز الرعاية الإجتماعية بمكناس( الخيرية )

 

عاشت مدينة مكناس خلال الأسبوع الجاري واقع إنتحار شاب عشريني بحي كامليا. و حسب المصادر فإن الشاب كان يعيش سابقا بإحدى مؤسسات الرعاية الإجتماعية (الخيرية) الحادث كان مؤلم خلف أثار نفسية و تدمر في صفوف الساكنة. مما أستجوب تسليط الضوء على ظاهرة الأطفال المتخلى عنهم. و لماذا تتخلى عنهم دور الرعاية الإجتماعية بعد سن 18 سنة . فتلاحقهم الوحدة و مرارة الغربة داخل اوساط المجتمع من جديد

هم أطفال يتامى أو أطفال متخلى عنهم في وضعية الشارع. هم شباب لم تتح لهم حظوظ العيش في كنف أسرهم او الأسر الكفيلة، أهملتهم الأم البيولوجية لأسباب متعددة ، أو تخلت عنهم الأسرة لأسباب معينة، فتحولت أسوار مؤسسات الرعاية الاجتماعية بيوتهم و أصبح قاطنيها أخواتهم و أطرها أبائهم و أمهاتهم.

لكن ماذا بعد أن تنتهي مرحلة طفولتهم و يجدون أنفسهم خارج أسوار مراكز الرعاية الإجتماعية. ماذا بعد خروجهم الى الشارع الذي حميانهم منه في صغرهم الى سن الرشد.
ما مصير هؤلاء الأطفال في اول خطوة يخطونها الى المجهول.
الخوف و القلق و الشعور بعدم الأمان.
أكيد سوف تكون وضعيتهم النفسية و الإجتماعية صعبة جدا و مستقبلهم بين قوسين بعد ما يفتقرون إلى الدفء العائلي وإلى الاحساس بتكافؤ فرصهم مع أقرانهم . داخل المجتمع . لا تعليم و لا إمكانات الاندماج في الشغل. الغد غير مضمون .
إنها بداية الأزمة. بداية الوضع النفسي والإجتماعي المهتز، بداية الشعور النفسي المسبق بـ”الحكرة” وحساسيتهم الشديدة في التعامل مع غير أبناء “مؤسسات الرعاية الاجتماعية”. لقبهم في الوسط الإجتماعي “ولاد الخيرية”
تلك هي بعض من ملامح الصورة الواقعية “القاتمة” لهذه الفئة .واقع مؤثر يتطلب تدخل جميع الأطراف . يتطلب الدعم . يتطلب المساندة. يتطلب إنقاد المستقبل. يتطلب حماية المجتمع من أي إنفلات أمني قد نكونوا جميعا نحن أسبابه وذلك بغض الطرف عن ظاهرة الأطفال المتخلى عنهم من أبناء هذا الوطن .
يتطلب إيجاد حلول جادة و مستعجلة و دمج هذه الفئة داخل المجتمع بتوفير فرص الشغل و توفير السكن اللائق و تتبعهم الى حين الإطمئنان عنهم بشكل يضمن مستقبلهم. يتطلب تعليم جيد و تكوين جيد بعد بلوغهم سن الرشد يتطلب تحقيق الإستقلالية النوعية . يتطلب إدماجهم في الحياة الإقتصادية و الإجتماعية . يتطلب تعديل قوانين و مراسيم و شروط الإحتفاد بالأطفال المتخلى عنهم داخل مرافق الرعاية و المؤسسات الإجتماعية . يتطلب إستثمار السياسات و البرامج العمومية لفائدة هذه الفئة . يتطلب ترشيد الرأسمال البشري و إدماجهم في القطاعات الخصوصية و العمومية. يتطلب فرض نقاش شامل و إيجاد حلول مستعجلة حتى يتسنى لهؤلاء الأطفال العيش بكل إحترام داخل مجتمعهم الذي تخلى عنهم.
أسئلة نرفعها الى الجهات المسؤولة عن هذه الشريحة الإجتماعية التي لا تعلم بأي ذنب رمت بها الأقدار لتكون وحيدة بدون دعم و سند . بعيدا عن دفئ العائلة و أحضان الوطن.

 

عادل موساوي