الأحداث الوطنية

مفكرون وباحثون من المغرب وإفريقيا يؤكدون دور العقيدة الأشعرية في تقوية الروابط بين المملكة المغربية وباقي دول إفريقيا.

نظمت مؤسسة “أشطاري”24 بشراكة مع ماستر الدبلوماسية الدينية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ومؤسسة محمد السادس من أجل السلام والتسامح بجمهورية مالي أول أمس الخميس ندوة دولية حول موضوع “أثر العقيدة الأشعرية في حفظ الأمن الروحي للمجتمعات الإفريقية” بحضور دكاترة وأساتذة متخصصين في المجال من المغرب ومجموعة من الدول الافريقية ، وتسيير من الدكتور الكبير عبد الرزاق اورقية استاذ التعليم العالي للصول والمقاصد والاديان وباحث بجامعة سيدي محمد بن عبد الله ، والذين ابرزوا جميعا الدور الهام للعقيدة الاشعرية في تقوية الروابط التاريخية و الدينية و السياسة بين المملكة المغربية و دول إفريقيا ،و دور هذه العقيدة في تحقيق الأمن في كل أبعاده لبلداننا
وفي بداية الندوة تناول الكلمة منسق الندوة طارق عبيبو وهو باحث في الدكتوراه بجامعة سيدي محمد بن عبد الله الذي أكد أن العقيدة الاشعرية تتميز بوصفها عقيدة سنية تمتاز بالوسطية و الاعتدال في العالم الإسلامي ’ إضافة إلى طابعها الصوفي السني الذي جعل منها عقيدة عملية تحفظ المجتمعات الإسلامية في أمنها و استقرارها.
مؤكدا أن جلالة الملك محمد السادس حفظه الله يسعى جاهدا باعتباره اميرا للمؤمنين الى تقوية البلدان الإفريقية على كافة الأصعدة خاصة تقوية الروابط الدينية و العقدية بتوحيدها و ذلك بتوحيد الفكر العقدي و توحيد المصادر الدراسية للعقيدة إضافة إلى الالتزام يالثوابث الدينية : المذهب المالكي و مذهب الإمام الجنيد و مذهب الإمام الاشعري.
واكد السيد طارق عبيبو اننا بحاجة ماسة اليوم إلى تكثيف الجهود لترسيخ التاريخ المشترك بين المملكة المغربية الشريفة و الدول الإفريقية على عدة مستويات خاصة على مستوى العقيدة الاشعرية التي ضمنت للمغاربة و الأفارقة على حد سواء إيمانا معتدلا راسخا بعيدا عن التطرف و العنف و التكفير.

ومن جهته أكد محمد حمادة الأنصاري رئيس مؤسسة محمد السادس من أجل السلام والتسامح بجمهورية مالي أن العقيدة العقيدة الأشعرية عقيدة أهل السنة والجماعة والتي رسخت في بلاد الإسلام والمسلمين جيل بعد جيل، عقيدة صحيحة باجتماع الأمة وأهل القبلة، وهي ثابت من ثوابت الأمة المغربية إلى جانب الفقه المالكي والتصوف على مسلك الجنيد، و إمارة المؤمنين.
مؤكدا انه يسره في مؤسسة محمد السادس بمالي وجميع فروعها عبر العالم الانخراط في هذا المشروع المجتمعي لتعم فوائده أرجاء الدنيا وتسعد به البشرية خلف القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يد في يد مع جميع المنظمات والهيئات والأطر الشريفة والنزيهة المخلصة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم من أجل بناء صرح هذه الأمة وفق منهج وسطي معتدل يسمح بالتعايش والتراحم والتآزر تحقيقا للأمن والاستقرار ونبذ الكراهية والعنف وقطع الطريق على الأرتزاق والارهاب بجميع أنواعه واصنافه.
كما نوه الانصاري بما حققته الدبلوماسية الملكية مؤخرا من انجازات عظيمة دفاعا عن القضايا العادلة للمملكة بقيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده والاعتراف الذي نالته بعد الاعتراف الرسمي للولايات المتحدة الأمريكية في شخص رئيسها السابق دونالد ترامب وفتح العديد من الدول العربية والإفريقية قنصلياتها بالأقاليم الجنوبية
وفي مؤسسة محمد السادس من أجل السلام والتسامح بجمهورية مالي يقول الانصاري “سنظل أوفياء للمبادئ والاهداف التي نص عليها القانون الأساسي للمؤسسة دفاعا عن قيم السلام والتسامح والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب وخدمة العلاقات التاريخية المتميزة والطيبة بين المملكة المغربية الشريفة وجمهورية مالي خاصة وبقية الدول الإفريقية جمعاء تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية لمولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده قائد الأمة المغربية والإفريقية”
اما الدكتور محمد اوالسو من علماء القرويين واستاذ بالتعليم العالي بكلية الشريعة بفاس فقد أكد في كلمته انه عندما نتحدث عن هذه الثوابت وهي العقيدة الاشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني تحت ظلال إمارة المؤمنين نتحدث عن شيء أصيل راسخ في هذه الأمة تنطق بذلكم كتب التراث عندنا ،حيث هناك مؤلفات تناولت منذ قرون هذه الثوابت من ضمنها مؤلف رسالة ابي زيد القيروان ، مؤكدا انها عندما تناولت العقيدة تناولت إمارة المؤمنين ضمن العقيدة موضحا ان الاشاعرة يتحدثون عن إمارة المؤمنين من ملحقات العقيدة
وأكد انه بعد رسوخ الايمان لا يمكن ان تنجح الأفعال التي هي من مقتضيات الإيمان إلا بإمارة المؤمنين ،مؤكدا انه عندما نتحدث عن العقيدة الاشعرية نتحدث عن عقيدة راسخة في منهج الأمة وان ما سوى العقيدة الاشعرية خلاف للأصل ،موضحا ان هذه العقيدة جوهر هذه الامة وهي التي اجتمع عليها فقهاء الملكية والشافعية والحنفية ، مضيفا ان العقيدة الاشعرية تنتشر في العديد من البلدان الافريقية
الدكتور محمد بشرى عيسى جيي استاذ باحث ومكون في جامعات ومراكز التكوين في السنغال. اكد ان العقيدة الاشعرية عقيدة اهل السنة والجماعة ،وأنها عقيدة يقول المتحدث اعتدنا عليها عن طريق العلماء المغاربة الذين اخذوها من المشارقة ، مؤكدا ان الاشعرية السينغالية امتداد للاشعرية المغربية والاشعرية المغربية امتداد للاشعرية المشرقية ،وان ما يميز العقيدة الاشعرية ان علماؤها منقسمون الى المذاهب مما جعلها غنية وثرية التنوع

اما الدكتور عبد القادر بطار وهو استاذ بكلية الاداب والعلون الانسانية بوجدة ،استاذ كرسي العقيدة الاشعرية فقد اكد الربط بين الاشعرية وضمان الأمن الروحي في المجتمعات الافريقية ،مؤكدا ان العقيدة الاشعرية تتميز بمميزات كثيرة لزمتها عبر التاريخ ،مضيفا انها مدرسة سنية أصيلة موفقة تستطيع أن توفق بين الآراء وتتوسط المناهج ، كما انها تتضمن اقوى الشخصيات في مختلف التخصصات وعلى رأسها العلماء ، مؤكدا ان المجتمعات الإفريقية وجدت حلاوة في العقيدة الاشعرية لأنها تجمع ولا تفرق وتناسب التربة الإفريقية ،موضحا أنها عقيدة السلام حيث لا توجد طائفة اشعرية عبر التاريخ قامت بعمل إرهابي في أي مكان لان الاشعرية مدرسة تقوم على الحوار والدعوة الى الإسلام باستعمال الطرق السلمية
الدكتور سيد الأمين حويه،أستاذ أصول التفسير والتفسير وعلوم القرآن بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية بنواكشوط عرف بمكانة العقيد الاشعرية في الشكل والسلوك والمعاملة ،مؤكدا ان المذهب الاشعري أساسي في وحدة المسلمين جميعا ،وهو ركن من اركان الوحدة الوطنية في موريتانيا وباقي الدول الإفريقية الأخرى، موضحا انه على المستوى الاسلامي فان طريقة الاشاعرة تتبعه 70 في المائة من المسلمين عبر العالم باعتباره مذهب اساسي للوحدة

صالحين شيخنا باتشيلي محاضر _منذ سنوات _ بعدد من الجامعات المحلية بجمهورية مالي ومؤسس مؤسسة والفجر الإسلامية، اكد ان الممتبعين للمذهب الاشعري يقل في صفوفهم العنف والارهاب لان المذهب الاشعري يتماشى مع روح التسامح والوسطية والاعتدال ونبذ العنف بكل أشكاله ، مؤكدا انه وبالرجوع الى تاريخ الاشاعرة فنجدهم يتبنون الفكر الوسطي ويحاربو العنف موضحا ان المجتمع المالي يتبنى هذا المذهب ويعترف به ويتم تدريسه في الجامعات للأجيال الصاعدة .