
استقبلت العاصمة المغربية الرباط حدثًا ثقافيًا بارزًا جمع بين الأدب والتاريخ، حيث تم يوم الأربعاء 17 سبتمبر، تقديم وتوقيع كتاب “عبد الكريم من المنفى إلى المنفى” للمؤلف محمّد لشكر مرابو. هذا الحدث، أقيم في المقهى الأدبي لسينما النهضة في شارع محمد الخامس، مثل أول عرض جماهيري للكتاب، مما منح قراء الرباط وسلا والقنيطرة امتياز افتتاح سلسلة اللقاءات الخاصة بهذا العمل.
يأتي الكتاب ليسلط الضوء على فصول مهمة من حياة بطل المقاومة الريفية، الأمير عبد الكريم الخطابي، وتحديدًا فترة حياته في المنفى بكل ما حملته من أحداث وتحديات. وليس الحدث مجرد احتفال بإصدار أدبي جديد، بل هو فرصة لإثراء النقاش حول العلاقة بين الأدب والتاريخ، وكيف يمكن للرواية أن تضيء الزوايا المنسية من الأحداث الكبرى.
وشهد اللقاء مشاركة المؤرخ مصطفى قادري، الذي ناقش مع المؤلف مساهمة الأدب في فهم السرديات التاريخية، وفتحا معًا حوارًا حول مسيرة الأمير عبد الكريم في المنفى، والأحداث التاريخية التي شكلت منطقة الريف، والمغرب، وحتى فرنسا.
حضور بارز
شهد اللقاء حضورًا لافتًا للنائبة البرلمانية فاطمة السعدي، عضو اللجنة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية. لقد أضاف وجودها قيمة كبيرة للحدث، لا سيما بالنظر إلى مسيرتها الحافلة بالعمل التطوعي والتضامني مع أبناء مدينة الحسيمة، مما جعلها مثالًا يحتذى به في التفاني لخدمة الصالح العام.
ويبرز دورها كعضوة معارضة حاليا ورئيسة للمجلس البلدي للحسيمة سابقا شغفها العميق بقضايا المدينة وهموم أهلها. كما أن شراكتها السابقة مع المؤلف في الأعمال الجمعوية أضفت بعدًا خاصًا على اللقاء، مؤكدة على التزامها المستمر بقضايا المجتمع. وبذلك، مثّل حضور السيدة السعدي تقاطعًا فريدًا وملهمًا بين الأدب والتاريخ والعمل الميداني، وهو ما أثرى النقاش بشكل لافت.
هذا اللقاء كان أيضًا لحظة تكريم للذاكرة وشهادة شكر لكل أولئك الذين تم إغفالهم في السرديات الرسمية والاستعمارية. إنه كان دعوة مفتوحة للجميع، من مؤرخين وقراء ومهتمين، ليكونوا جزءًا من هذا الحوار الثقافي الذي سعى لإعادة الاعتبار لأبطال التاريخ المنسي، والاحتفاء بعمل أدبي يجمع بين عمق البحث التاريخي وجمال السرد الروائي.

