أقلام حرة

الحلال و الحرام

زروال فؤاد

“…..ويضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم ” الٱية 157 ، سورة الأعراف ؛ و لأن الدين لم و لن يكون إلا واحدا جوهره الاعتقاد عن يقين بالله . وما الاختلاف في الشعائر إلا تبعا للسياق التاريخي لمختلف الأمم و بالضرورة الثقافة السائدة لشعب من الشعوب في فترة محددة يمكن التعبير عنها بروح العصر . وهو ما يعني أن ما كان مستساغا و مقبولا في زمن من الأزمنة قد يتم تجاوزه
وبالنظر للقرآن يتم ترديد الفقهاء تلاوته بتدبر لكنهم لا يتدبرون و لا يعملون العقل . حيث هناك ما يسمى بالنسخ ، أي ٱية تنسخ اخرى و حكم ينسخ آخر . فنظر الفقهاء للنسخ وجعلوا له أنواعا ؛ إلا أنهم لم ينفذوا لجوهر مفهوم النسخ و الغاية منه في القرٱن . فإذا كانت هناك أحكام تم نسخها بأخرى في زمن وقت جد قصير ,خلال 23 سنة هي مدة بعثة الرسول محمد – و هو نفس عمر مدونة الأسرة بقليل – كيف لأحكام أن تبقى ثابتة لأكثر من 1400 سنة ؟ والقرٱن نسخ بعضه في أقل من 23 سنة ، كيف لأحكام عرفها المجتمع وكانت ثورية آنذاك مع حدوث انقلاب جدري في بنية المجتمع ” الامة ” . فإذا كانت المرأة قبل بعثة الرسول محمد تورث كالمتاع فمجرد تحريرها هو ثورة حقيقية ؛ أما أن يصبح لها نصيب في ميراث أحد أقاربها فهذا انقلاب في بنية و قيم المجتمع .
هل يمكن الحديث عن الحلال والحرام فيما يتعلق بإرث المرأة بين امرأة كانت تورث وأخرى أصبحت هي المعيل الأسري ليس لوالديها فقط بل ربما لكل أفراد الأسرة و مسألة في غاية الأهمية: هل يغضب الله لأن المرأة أخذت نصيب يعادل نصيب الذكر في الإرث ؟ وهذا لعمري فقر في تصور ماهية الله , نسقط عليه صفات إنسانية كالغضب ، الكره ، و حب الانتقام و التوعد بالعقاب في الآخرة .