إلزامية وحدة الجنس البشري أمام شراسة كرونا القاتل

رضوان المسكيني
(الأرض وطن واحد والبشر سكانها ، نحن أمواج وقطرات بحر واحد ) عبارات كتبتها دولة الصين على المعونات التي أرسلتها لدولة إيطاليا ، عبارات تحمل أكثرمن معنى ولودققنا فيها لتبين لنا على أن الانسانية جمعاء لها أصل واحد منذ الأزل .
حان الوقت لندرك أن سبب وجودنا في هذا العالم هو محبة الله وهي سر وجودنا الانساني وهي حقيقة البعث الإلهي لجميع الرسل والمظاهر الإلاهية، التي تعاقبت على البشرية بهدف نثر المحبة والاتحاد والسلام بين جميع البشر كأوراق وثمارشجرة واحدة، تزهر أثناء مجيئ كل ربيع روحاني يستمد كلماته الالاهية من فيض إلاهي واحد لاتتغير عملته عبركل زمان و مكان .
بشريتنا المعذبة-اليوم- تعيش أزمة مرض كوفيد 19 وهي أزمة كباقي الأزمات التي عرفتها الإنسانية من قبل ، وكما هو معلوم لنا على أن بعد كدر صفاء وبعد كل أزمة انتصار ، إلا أن طبيعتنا المادية غالبا ماتدفعنا إلى نسيان مثل هذه الأزمات وسبب وجودها.
إنسانيتنا مادية بطبعها وغالبا مايطغى جانبها المادي على الروحاني وهو سبب وجودنا في هذا العالم الفاني ،في الازمات نتحد ونتفق ونستحضر الجانب الانساني وعند انتهائها تعود الحياة إلى ماكانت عليه من تجبر وتسلط وتعصب واستهتار….
ألم يحن الوقت من أجل التأمل أن البشرية في حاجة ماسة إلى رؤية موحدة تجاه مستقبل المجتمع البشري؟ إن العالم الانساني بمثابة هيكل إنسان حي تقوم ملايين الخلايا المتنوعة الأشكال والوظائف يتمثل دوره في الحفاظ على نظام صحي سليم ومثله فإن العلاقات المنسجمة مابين الأفراد والمجتمع ومؤسساته تعمل للحفاظ على المجتمع وتفسح المجال لتقدم المدنية الفاضلة، خصوصا أننا نعيش اليوم مرحلة فريدة وهي خروج البشرية من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج الواعي والجماعي لأفراد المجتمع الواحد كما أدركته الصين عندما ساعدت دولة إيطاليا.
وحدة الجنس البشري حقيقة لامفر منها ومبدأ يرمي إلى أن البشرية مجرد عائلة واحدة رغم اختلاف ألوانها وأطيافها من لغة ودين وأعراق . والواجب عليها أن تتضامن في السراء والضراء ناظرة إلى احتياجات العصر والتباحث في جميع مقتضياته وضرورياته.
لقد خلق الجنس البشري فقط ليحمل مشعل حضارة إنسانية دائمة التقدم والازدهار، ومن سماته ما نعيشه مع هذا الوباء القاتل الذي جعل البشرية تقف على أعتاب مرحلة جديدة من الترابط العالمي والاعتماد المتبادل وخير دليل تعاون الدول فيما بينها على محاربة كرونا القاتل وهو وعي متنامي في طور التكوين بأن وحدة الجنس البشري مبدأ يؤثر في الحياة المنظمة لشعوب العالم.
وبالتالي يمكن دحض العنصرية التي تسكن العقل البشري ، والتي خلفت عدم التسامح بين أفراد الجنس الواحد نتيجة أوهام فكرية أدت إلى بروزمفاهيم خاطئة بين البشر لآلاف السنين .
الحقيقة التي يجب أن نتعلمها في ظل الأزمة المتربصة بالعالم اليوم أن هناك جنسا بشريا واحدا فقط وأننا شعب واحد يسكن كوكب الأرض ، وأسرة بشرية واحدة يربطنا مصير مشترك ،إما (الموت على يد كرونا )وإما كيان واحد خلق من نفس الجوهر وملزم ليكون كروح واحدة لمجابهة (كوفيد19والانتصار عليه).