الحرب الوهمية.
منذ مدة والطبول تقرع وصافرات الإنذار تدوي في قنوات الأخبار ناقلة رأي من يدعوا للحكمة والتعقل ومن يهول لطرف دون آخر.
إلى أن جاءت ساعة الحقيقة حين استهدفت أمريكا القائد قاسم سليماني ومن معه بقصف سيارته الأمر الذي أغضب إيران وهللت وولولت وأقسمت بالرد ليباع دم قاسم بتفجير قصدير وأثاث لأمريكا.
مهما كان ثمن الخسائر في العتاد والبنايات فإن الدم أغلى منه.وإن كانت الدعاية الإيرانية تقول أنها استهدفت القدرات الأمريكية وليس الجيوش الأمريكية.
وبعدها عبرا الطرفين بوقف التصعيد وخفض التوثر وربما فتح قنوات الحوار.
كل منهما يعض على أصبع صاحبه وكل منهما يحسب حسابا للآخر.
فإيران صاحبة المنطقة وقادرة على تجييش شعوبها بمنطق الدين وبث روح الشهادة وهي أقوى سلاح لها. وكل قدراتها صواريخ صينية وروسية طورتها وإيمانها بمنهجها وتلاحم الشعب حولها.
ولها قلة من الطائرات المتهالكة ولن تبلغ الألفين في أحسن الأحوال.
وأمريكا صاحبة القوة وجمع الأموال ممن تخيفهم بإيران. ويمكنها أن تكلب الغرب والشرق لمساعدتها ونصرتها وإنزال الجيوش من عرب وعجم.
من الناحية العسكرية لا مجال للمقارنة فأمريكا خاضت الحرب العالمية الثانية بعشرات الآلاف من الطائرات ودمرت الأسطولين الألماني والياباني المدهشين.
لكن رغم كل ذالك فإيران قالت للعالم العربي من حولها انتبهوا إنني قادرة على الدفاع عن نفسي وعلى جعلكم غنائم لأمريكا وقادرة للرد على البعبع الذي يخيف العالم.
في حقيقة الأمر الرئيس الأمريكي يريد شعبية داخلية ويريد أموال وبترول الخليج وحماية إسرائيل ومصالح أمريكا في المنطقة وذلك بتقزيم إيران ومنعها من تطوير سلاحها النووي.
وإيران تريد الريادة في الشرق الأوسط وانتشار مدهبها الشيعي.
ويبقى العرس قائما على دول الخليج والفرجة مدهشة وعملية شد الحبل قائمة لا غالب ولا مغلوب.
محمد رواسي