استئناف الحرب على غزة تسقط النظرية المزعومة “ترامب رجل سلام “

بقلم : عبدالله تخشي
استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية العنيفة على قطاع غزة مخلفة عدد من الضحايا من القتلى والجرحى بعد توقف القتال لأزيد من شهرين بين حركة حماس وإسرائيل عندما وقع الطرفين على اتفاق شامل ينص على وقف إطلاق النار بمراحل مختلفة مختلف إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين.
استئناف القتال من جديد جاءا بعد صراع في إسرائيل بين الدولة العميقة كالشباك والموساد والقضاء من جهة والجناح اليهودي التلمودي من جهة أخرى الذي فرض نفسه ووسع نطاق نفوذه بقيادة بنيامين نتنياهو، الغلبة كانت للطرف الثاني الذي يحظى بدعم من ترامب الذي يمثل بدوره الجناح الجديد الصاعد في أمريكا والذي يسعى بدوره للقضاء على الدولة العميقة هناك.
ترامب الذي كانت له دور في وقف اطلاق النار واطلاق سراح أزيد من عشرين من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، يخرج عن عادته اليوم ويسير على نهج أسلافه ,بعد تأييده المطلق للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة , حيث صرح انه سيقدم لإسرائيل كل ما تحتاجه للقضاء على حركة حماس , كما انه اعطى أوامر للقوات الامريكية لشن هجوما جويا على اليمن للقضاء على قدرات الحوثيين الهجومية لمنعهم من شن هجمات على السفن التجارية الأمريكية والإسرائيلية حسب ادعائه,وحاليا هو بصدد التحضير لشن عملية عسكرية خطيرة غير محسوبة العواقب على المنشأت النووية الايرانية,كلها مؤشرات ووقائع تدل ان ترامب اما انه ينتج دولة لا تقل وشرا عن سابقتها في أمريكا وخاصة التي كانت في عهد بوش الأب والابن أوباما وكلينتون واما ان ترامب انهزم أمام ضغوط اللوبيات والمنظمات السرية التي تقود بشكل كبير المؤسسات الأمريكية من وراء الستار , وهذا يزداد يقينا وحقيقة ولا يترك اي مجال للشك خاصة إذا استحضرنا نجاة ترامب بشكل غريب من محاولة اغتيال كانت وشيكة في مدينة بنسلفانيا ,وبعده تولي ترامب منصب الرئاسة بعد اكتساحه الانتخابات الأمريكية 2024, وهذا في نظرنا ليس بالصدفة في شيء .
ونستنتج من خلال ذلك أن أي تغيير هيكلي في الشأن الأمريكي لا يصب في مصلحة العرب والمسلمين، إذا كان النظام الأمريكي السابق ينشر الشر باستخدام الوسائل الناعمة مثل حقوق الإنسان والديموقراطية فإن جناح ترامب الحالي لا يختلف إلا في مسألة واحدة وهي الصراحة والجهر علانية بأنه يريد القضاء على أي مسلم أينما كان.