أقلام حرة

الصالون الأدبي لجمعية الوفاء المكناسية يحتفي بديوان الشيخ محمد مرعازي

 اجتمع أعضاء الصالون الأدبي لجمعية الوفاء المكناسية يوم السبت 15/3/2025 بعد صلاة الظهر ليحتفلوا بتوقيع ديوان الشيخ محمد مرعازي الذي يحمل العنوان التالي: ” ملحونيات الشيخ محمد مرعازي” الصادر عن دار بصمة للنشر والتوزيع في طبعته الاولى سنة 2025

 تكلف بكتابة سيرة الشيخ سيدي محمد مرعازي كل من حفيده أيمن فريد والأديب الشاعر المهندس محمد الإمامي وجاء في مطلع السيرة: << شيخ الزجل والملحون سيدي محمد مرعازي من مواليد سنة 1947 بمدينة مكناس بالمدينة العتيقة بحومة “بين المعاصر”، حيث بدأ مسيرته التعليمية بالكتاب المتواجد بنفس الحومة، ثم أكملها بعد ذلك بمدرسة “باب السيبة” التي تسمى حاليا “مدرسة أحمد شوقي ” ومنها حصل على الشهادة الابتدائية سنة 1962. بعد ذلك عمل كموظف بمصلحة البيطرة بالمجزرة البلدية بمدينة مكناس من سنة 1971 إلى سنة 2007 قبل أن يُحال على التقاعد.

وكان قبل ولعه بفن الملحون عاشقا للأغاني الكلاسيكية الشرقية والمغربية مثل روائع كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب وغيرهم.

أما بداية مسيرته الفنية فتعود إلى سنة 1965 حيث لعبت الصدفة فيها دورا مهما. فقد شاءت الأقدار ذات يوم وهو مار بجانب مقهى متواجد بقبة السوق أن يصل إلى سمعه صوت منشد يتغنى غناء جميلا بقصيدة “اللطفية”، فجذبه ذلك الإنشاد الجميل وذلك الصوت العذب فسقط في حب هذا الفن وأغرم به، مما دفعه ليصبح أحد الرواد الأوفياء لهذا المقهى، يقصده يوميا من أجل الاستمتاع بشرب الشاي المعطر بالنعناع المكناسي والإنصات لبعض القصائد التي دأب على إنشادها رواد هذا المقهى، رغم أنه لم يكن يفهم أحيانا بعض كلماتها. لكن براعة إنشاد بعض الشيوخ وجمال الموسيقى والإيقاع الثلاثي الحْضاري ولْمصرف ولْكبَّاحي جعله يغرم أكثر فأكثر بفن الملحون حتى صار يتمنى أن يصبح أحد منشدي هذا الفن العريق، الأمر الذي دفعه إلى البحث في المكتبات عن قصيدة “اللطيفية” التي كانت سببا في حبه لفن الملحون.>>

في حين عمل الباحث في التراث من جامعة ابن طفيل ـ القنيطرة الناقد والأديب جمال عبد الدين المرزوقي على كتابة تقديم الديوان ومن مقدمة المتن نقتطف الفقرات التالية:<< إذا كان لكل فن من فنون القول رجالاته، فإن فن الملحون بالمدينة العتيقة بمكناس قد أنجب فحول شعرائه وخيرة نُظَّامه من طينة محمد مرعازي ابن حومة بين المعاصر التي تحتضن ضريح الولي الصالح سيدي زكران الذي لا يبعد كثيرا عن ضريح مول الوقت سيدي قدور العلمي.

ويعد سيدي محمد مرعازي أحد أعلام الملحون وأبرز شيوخه الكبار وإن كنية (مرعازي) لتشي بالجذور العريقة التي تعود أصولها إلى قرية بني مرعاز المتحضرة على غرار قرية بني عمار والخنادق بأحواز زرهون شرقا، على الطريق المؤدية إلى العاصمة العلمية للمغرب فاس، والتي تمثل الامتداد الحضاري الأول عاصمة سياسية مستقلة عن الدولة العباسية في شخص مؤسسها المولى إدريس الأكبر …>>.

<< وإذا عدنا إلى المدرسة الثانية لفن الملحون بالعاصمة الإسماعيلية مكناس، فإننا مع شيخ الملحون سيدي محمد مرعازي يحق لنا أن نفخر بالمجهودات الكبيرة الوازنة التي قدمها لفن الملحون، حيث يمكن اعتباره امتدادا لمدرسة أحد كبار مشايخ الملحون بالمدينة العتيقة بمكناس، وأقصد به مولاي عبد العزيز العبدلاوي السجلماسي الفيلالي، الذي كان سيدي محمد مرعازي قد تتلمذ عليه ولازمه، كما ذكر متانة علاقته به حيث شبهها ب”ملازمة الألف للام”، وذلك مدة اثنتين وأربعين سنة من سنة 1965 إلى أن وافته المنية سنة 2007، فأخذ عليه قواعد الإنشاد وعلمها لمرتاديه والمهتمين بفن الملحون المكناسي ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر حسن الدريوش، وعبد اللطيف التوير، ومحسن الحمر، ونور الدين العمراني بالإضافة إلى سيدي محمد العبدلاوي نجل مولاي عبد العزيز العبدلاوي، ومما يؤكد متانة العلاقة الحميمية بين سيدي محمد مرعازي وشيخه مولاي عبد العزيز العبدلاوي أن هذا الأخير كان يذكره دائما بقوله: “عندي زوج ولاد ولد الصلب وولد القلب، سيدي محمد العبدلاوي ولد الصلب وسيدي محمد مرعازي ولد القلب” وكان شيخنا سيدي محمد مرعازي يلازم حضور مدارس الملحون وشيوخه بالموسم الأكبر للمولى إدريس زرهون بمنزل الشبيهي بالراشد حيث كان أهل الملحون من كل مناطق المغرب يقضون أزيد من شهرين قبل وإبان الموسم ويتعرفون على بعضهم، ويطلعون على جديدهم…>>