مجتمع

الله يكون فعوان المغاربة.. ( عطلة الصيف .. عيدالاضحى .. الدخول المدرسي)

عادل موساوي/الأحداث الوطنية

تتزامن خلال هذه الفترة من السنة حلول مناسبتين كلاهما اثقل وأصعب من الأخرى ألا وهما عيد الأضحى المبارك والدخول المدرسي باعتبارهما مناسبتين تتطلبان ميزانية كبيرة لآجل التحضير لشراء كبش العيد وكذا مستلزمات الدخول المدرسي لاسيما بالنسبة للأسر المتعددة الأبناء خاصة وأن العطلة الصيفية استنزفت الكثير من المال لدى بعض العائلات و المحدودة الدخل منها التي راحت لاستجمام لتجد نفسها في ورطة حيث ان الدخل المغربي ﻻ يتناسب مع مثل هاته المناسبات بعد ان عرفت الاسعار ارتفاعا صاروخيا مند تعيين الحكومة و سابقتها خصوصا بعد تحرير سوق المحروقات و التفكير في تعويم الدرهم و البلوكاج الحكومي الدي اخر كثيرا مؤشرات التنمية .. في ضل تشبت البرلمانين بتقاعد الريع و خوفهم على مصالحهم دون التفكير في معادلة العدالة الاجتماعية للشعب المغربي .

و مع اقتراب العيد ييدأ العد العكسي للدخول المدرسي حيث كانت قبلهما العطلة الصفية و التي تعرف ارتفاعا في النفقات بسبب العادات الاستهلاكية التي تثقل هي الأخرى كاهل الأسر المغربية الطامعة في الترويح عن النفس بعد سنة من العمل والدراسة بالنسبة للأبناء وما قد يصاحب هده الفترة من ارتفاع لأسعار كراء الشقق في المصطفات وارتفاع ثمن المواد الاستهلاكية والزيادة في اسعار الوجبات ببعض المطاعم ومرابد السيارات التي تعرف فوضى عارمة وتضاربا في الرسوم الخيالية المفروضة على ركن السيارات بعدة مدن مغربية رغم ان ثمن الركن قد تم تحديده من طرف المجالس المنتخبة يدون رقيب او حسيب..

مناسبتين متاتليتين تبدو فيها الاستعدادات كالاستعداد للحرب، حيث تعلن الأسر حالة التعبئة القصوى لمواردها، من أجل إطلاق المحمر والمشمر” خلال عيد الأضحى المبارك، و جمع العتاد لميزانية العام الدراسي الجديد، تجد فيها الآباء تحت ضغوطات مادية متتالية لا يعرف المواطن من أن يبدأها وكيف ينتهي منها.بسبب ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والمواد الأساسية وتوالي المناسبات، التي تتطلب ميزانيات استثنائية، بدءا بالعطلة الصيفية، مرورا بعيد الأضحى، وانتهاء بالموسم الدراسي، خصوصًا لدى الطبقتين الفقيرة وحتى المتوسطة، والتي تمثل الأغلبية الساحقة من الشعب المغربي، يلتجئ فيها المواطن إلى الاقتراض من أجل سد الخصاض في العجز في الميزانية المتهالكة أصلا للأسر، وهي الوضعية التي تساهم في زيادة أرباح شركات القروض، و زيادة في عجز التدبير الاسري للعديد من الأسر التي اتجهت نحو قروض الاستهلاك تعويضا عن نقص الأجور وغلاء الحياة اليومية، وصعوبة مواجهة مصاريف ضرورية على الخصوص في مجال التعليم والتطبيب والمواسم الدينية كرمضان وعيدي الفطر و الأضحى.إذ تجد العائلات نفسها مضطرة لهده القروض لتحقيق نوع من التوازن بين ضعف قدرتها الشرائية وغلاء الحياة اليومية. ومع إقبال العائلات على هذه القروض تعددت شركات السلف. وقد وجدت هذه الأخيرة في ظل هذا الواقع فرصة مواتية لتوسيع أشكال الاقتراض بأسعار فائدة مرتفعة جدا تفتح لها الباب واسعا من أجل الزيادة في أرباحها، تماشيا مع مقولة «مصائب قوم عند قوم فوائد»، وهو ما يلاحظ عند الإعلان عن النتائج السنوية لشركات التمويل حيث تزداد أرباحها سنة بعد أخرى. إذ تواجه الأسر المغربية، خاصة من ذوي الدخل المحدود، تحديا كبيرًا في سبيل توفير أثمان الأضاحي وتوفير حاجيات المدرسة من تسجيل وكتب ودفاتر وملابس، و طرق أبواب المدارس الخصوصية نظرا للتراجع المهول في جودة التعليم العمومي.ولم تتوقف المعاناة عند حدود هذا العام، فخلال السنوات الأخيرة، وجد المغاربة من الطبقات المتوسطة والفقيرة مصاعب كبيرة في بداية الموسم الدراسي، إذ تزامن الدخول مع شهر رمضان ثم مع عيد الفطر، مع كل المصاريف التي يتطلبانها، ثم تزامن هذا العام مع عيد الأضحى، في وقت تشهد فيه أثمان الأضاحي ارتفاعًا كبيرًا، ولم يعد ثمن 5000 درهم يكفي لشراء كبش يقنع عددًا من الأسر.. و رغم دلك فان المواطن المغربي يقاتل من اجل توفير متطلبات الظرفية المنساباتية لما تحمله من حمولة دينية و اجتماعية و ثقافية لادخال الفرحة على ابنائهم و دويهم…

“الله يكون فعوان المغاربة…”

.