مجتمع

المحتوى الغربي والمجتمع المغربي: بين التأثير والحفاظ على الذات.

بقلم: إحسان العوفير

في زمن العولمة، صارت البرامج التلفزيونية الغربية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لكثير من المجتمعات حول العالم، ولا سيما المجتمعات العربية والإسلامية. ومع الوصول السهل للمحتوى الغربي عن طريق الإنترنت والقنوات الفضائية، أصبحت الأجيال الشابة تتأثر بشكل مهول بهذه المفاهيم والمبادئ التي تُقدم عبر هذه الوسائط، مما يدعو لطرح عدة تساؤلات حول الهوية الثقافية، والقيم الأساسية التي يتميز بها كل مجتمع.

وما يبعث على القلق بشكل متزايد هو ميل بعض البرامج المغربية لتقليد نظيراتها الغربية، سواء بوعي أو بدون وعي، متناسية الفروقات الثقافية الراسخة. هذا التوجه يهدد بطمس القيم الأساسية التي ينفرد بها المجتمع المغربي ويعكس نوعًا من الإعجاب الأعمى بالثقافة الغربية، مما قد يؤدي إلى تآكل الهوية الثقافية المميزة له.

يتوجب علينا كمجتمع مغربي مسلم ومحافظ أن نتساءل: كيف يمكننا الحفاظ على هويتنا الثقافية في ظل هذا الغزو الثقافي الغربي؟ إذ يتطلب الأمر بذل جهود فعّالة لتعزيز الإنتاج الثقافي المحلي الذي يعكس قيمنا وتقاليدنا الأصيلة، وكذلك تشجيع النقد البناء والحوار حول المحتوى الذي نستقبله.

والمحافظة على الثقافة المحلية لا تستلزم رفض كل ما هو أجنبي، بل تتطلب إيجاد توازن مناسب بين الانفتاح على الثقافات الأخرى والتمسك بالقيم الأصيلة للمجتمع
فالبرامج يمكن إن تكون وسيلة فعالة للتواصل الثقافي شرط أن يتم إنتاجها بطريقة تحترم التنوع وتعزز الحوار بين الثقافات.

وفي ظل هذه التحديات يظل السؤال قائمًا حول كيفية الحفاظ على هويتنا الثقافية دون التخلي عن مزايا التواصل العالمي،إذ يجب أن نسعى لإيجاد ذلك التوازن الذي يحترم تراثنا ويعزز تفردنا، مع الانفتاح على تبادل الأفكار والخبرات.