على طريقة الأفلام الأمريكية… عصابة تختطف رجال أعمال مغاربة بغابة المعمورة وتطالبهم بالملايين لإطلاق سراحهم !

نشرت يومية الصباح مقالا سلطت الضوء من خلاله على العصابة التي روعت منطقة الغرب، إلى أن تمكنت عناصر الدرك الملكي من نصب كمين لها واعتقال أفرادها البالغ عددهم خمسة، وأمر قاضي التحقيق باستئنافية القنيطرة، الاثنين الماضي، بإيداعهم سجن العواد.
وكشفت الأبحاث التي أجرتها الأجهزة الأمنية أن أفراد العصابة استدرجوا سبعة رجال أعمال من مدن طنجة ومكناس والبيضاء ووزان وسلا والقنيطرة، إلى غابات المعمورة بسيدي سليمان وسيدي يحيى الغرب، واستولوا منهم على مبالغ مالية مهمة، تحت طائلة الضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض.
وأوضح مصدر مطلع باستئنافية المدينة أن العصابة، التي يتحدر أفرادها من مناطق سيدي يحيى الغرب، ولالة يطو، ودار الكداري، كانوا مختصين في البحث عن أصحاب المال، بعد حصولهم على معطياتهم التعريفية والشخصية، يربطون الاتصال بهم، فيوهمونهم بأنهم رعاة ماشية بالحقول الواقعة بجماعات قروية بالغرب، ويتوفرون على مبالغ مالية مهمة من عملة الأورو لفظتها شواطئ مولاي بوسلهام والقنيطرة والعرائش، وأنهم على استعداد لبيع هذه المبالغ، بعيدا عن مراقبة أعين الجمارك والدرك الملكي والأمن الوطني، بنصف ثمنها في السوق.
واستنادا إلى المصدر نفسه، استطاع المتهمون استدراج مهندس دولة، ابن المدينة العتيقة بالبيضاء ويدير شركة مع والده المتقاعد، وأثناء حضوره لضواحي سيدي يحيى الغرب، وجد أفراد العصابة ينتظرونه بالغابة، فاختطفوه إلى داخلها واستولوا على مبلغ 25 مليونا، وتركوه تائها وسط الغابة كما اتبعوا الطريقة نفسها مع منعش عقاري من طنجة وسلبوه 50 مليونا، تحت طائلة الضرب والجرح، كما استدرجوا مقاولا من مكناس، يتوفر على محل كبير لبيع السيارات المستعملة وسلبوه 35 مليونا، ومن سلا نجحوا في اصطياد صاحب وكالة أسفار وسلبوه 12 مليونا، كما سلبوا رجل أعمال يقيم بفرنسا ويملك ضيعة فلاحية بضواحي سيدي علال 30 ألف درهم، و اختطفوا مالك شركةللنظافة والحراسة بالقنيطرة، واستولوا على مبلغ 7 ملايين. وأخيرا اصطادوا رجل أعمال بوزان وسلبوه 10 ملايين بالطريفاء ذاتها.
وحسب ما صرح به الضحايا، كان المتهمون يتعمدون الحديث بصوت شبيه برعاة المناطق الواقعة بين العرائش والمهدية، مخبرين الضحايا بأن البحر لفظ أكياسا مملوءة بالأورو، وحينما يبدي الضحايا رغبتهم في اقتناء الأموال، يطلب منهم أفراد العصابة جلب فواكه أو ألبسة أو أغراض بسيطة تصلح لمعالجة حقول الفلاحة أو أدوية بيطرية للماشية، حتى لا يثيروا الانتباه، كما كان بعضهم يطلق أصوات الماعز والغنم والبقر أثناء حديث أحدهم في الهاتف، حتى يعتقد أصحاب المال، أن الأمر يتعلق فعلا برعاة عثروا على أكياس مملوءة بعملة الأورو، وأن الأمر صحيح.
وحجزت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي، الجمعة الماضي، بمنطقة سيدي علال التازي، ثمانية سكاكين، و ” مقالع” تقليدية يستعملها المتهمون في رمي الحجارة على الضحايا وسياراتهم عن بعد، في حال رفضهم تسليم ما بحوزتهم، ويتوفر بعض المشتكين على شهادات طبية نتيجة الاعتداء، الذي حصل لهم فور وصولهم إلى مناطق غابوية بالغرب.