بقلم: محمد أبوالخير – رندة نبيل رفعت – القاهرة
في الوقت الذي خلد فيه التاريخ اسم الدكتور عزيز صدقي كأول وزير للصناعة ورئيس وزراء مصر الأسبق، وأحد واضعي أسس الصناعة الوطنية الحديثة، يبرز اليوم اسم المهندس هيثم حسين كوجه جديد يقود ما يمكن تسميته بـ”النهضة الصناعية الثانية“ في مصر، مستلهمًا فكر الرواد، لكن بأسلوب معاصر وتخطيط عالمي.
من التأسيس إلى التجديد
إذا كان صدقي قد أرسى القواعد الصلبة للصناعة الوطنية من خلال مشاريع الحديد والصلب والنسيج والمجمعات العمالية، فإن حسين ينطلق من هذه الأسس نحو توسيع رقعة الصناعة المصرية لتصبح منصة للتكامل الدولي وتوطين التكنولوجيا ونقل الخبرات.
فعلى مدار 16 عامًا، نجح في تشغيل أكثر من 20 ألف شخص في مشاريعه المختلفة، ويستهدف الوصول إلى مليون كادر وظيفي باعتبارهم “حلفاء نجاح استراتيجيين” في مشروعه التنموي الشامل.
مشروعات استراتيجية وبروتوكولات عالمية
افتتح هيثم حسين مصانع وشركات متخصصة في مجالات متنوعة، ووقّع بروتوكولات تعاون دولية مع وزارات وسفارات من أكثر من 30 دولة، منها الإمارات والسعودية وقطر والأردن وليبيا، إضافة إلى دول أوروبية وآسيوية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وكوريا الجنوبية والصين والهند وماليزيا وتركيا.
هذه الاتفاقيات لم تقتصر على الصناعة فحسب، بل شملت التعليم الصناعي، الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي، تطوير الكوادر البشرية، والتصنيع الزراعي.
من “مجمع عمال مصر” إلى “مدينة أشجار مصر”
أعاد حسين إحياء فكرة مجمعات العمال التي وضع أسسها عزيز صدقي، لكن بروح جديدة تجمع بين التشغيل والتدريب والبحث العلمي، ما جعل مجمع عمال مصر مركزًا للحوار الصناعي والاجتماعي عالميًا.
كما أطلق مشروعات كبرى مثل مدينة أشجار مصر المستدامة، ومدينة دواجن مصر، وتطبيق ميركاتو للصناعة لدعم التصدير وتحقيق الاكتفاء الذاتي، في شراكة وثيقة مع الجامعات ومراكز البحوث.
تكريمات عربية ودولية
حصد هيثم حسين جائزة “أفضل رائد أعمال في الوطن العربي” من حكومة الإمارات، وتكريمات دولية في ريادة الأعمال والصناعة. كما أسس بالشراكة مع الأكاديمية العسكرية برامج تدريب في الأمن السيبراني لطلاب وزارات الداخلية بليبيا والسودان، في نموذج جديد يجمع بين التعليم الأمني والصناعي.
رؤية إفريقية ممتدة
لم يغفل حسين البعد الإفريقي، فامتدت شراكاته إلى السودان وإثيوبيا وغانا ونيجيريا، لدعم الصناعات الزراعية والطاقة الجديدة وتشغيل خطوط الإنتاج، ما جعل من مشاريعه جسرًا للتنمية المشتركة بين مصر والقارة السمراء.
الدور الاجتماعي
إلى جانب إنجازاته الصناعية، تبرعت منظومة OMC الاقتصادية التي أسسها حسين بملايين الجنيهات لمشاريع تنموية وخيرية، منها دعم مستشفى الناس للأطفال ومستشفى السرطان، وترميم طرق في الفيوم، فضلًا عن افتتاح مسجد داخل مجمع عمال مصر.

