الأحداث الوطنية

من يقف وراء الأزمة المالية لمركز إيواء الأشخاص في وضعية تأخر ذهني و المرضى النفسانيين

زروال فؤاد

تلقينا في جريدة الأحداث الوطنية دعوة لحضور ندوة صحفية من جمعية ‘ دعم مركز إيواء الأشخاص في وضعية تأخر ذهني و المرضى النفسانيين ” و ذلك صبيحة يوم الأحد 26 ماي الجاري ، اعتقدنا في البداية أنها ستكون كمثيلاتها ، لكن الأمر كان أكبر من ذلك بكثير لا في جانبه الإيجابي و لا السلبي ؛ حيث قبل بداية الندوة الصحفية ،صاحبنا المكتب المسير لزيارة أروقة المركز ، و وقفنا عن كثب عن حجم المجهودات المبذولة بدءا من نظافة المكان والمرافق الصحية ، مرورا بمخزن المواد الغذائية الذي لم يتبق فيه إلا ما يكفي لمدة أربعة أشهر حسب الشروحات المصاحبة للزيارة من طرف السيد رئيس الجمعية حميد العكباني ، لكن الأهم من هذا كله الحالة الجيدة التي وجدنا عليها نزيلات ونزلاء المركز وكان من بينهم دكتور و أستاذ مادة الرياضيات وهما في ريعان شبابهما .
لكن هذه الارتسامات الإيجابية و الجيدة عن جودة الخدمات ما لبثت ان تبددت بمجرد بداية الندوة الصحفية وذلك بعد تلاوة البلاغ الصحفي من طرف عضو المكتب المسير السيد عزيز العكباني ، حيث يشي هذا البلاغ عن الغاية من هذه الندوة الصحفية وهي دق ناقوس الخطر الذي يتهدد حياة المركز الذي يعيش ازمة مالية خانقة ، حيث لولا المحسنين الذاتيين و ذوي النيات الحسنة لأغلق المركز أبوابه مع ما يرافق ذلك من تشريد للنزيلات والنزلاء و ما يترتب عن ذلك من تكلفة للمجتمع و الأسر على حد سواء ؛فكيف يعقل أن تبرم جماعة مكناس شراكة وتبقى حبر على ورق و بالتحديد تم صرف الشطر الاول من منحة سنة 2023 و نحن في منتصف سنة 2024 . فهل هناك ما هو أهم و اولى من حياة و كرامة الإنسان و بخاصة من يعيش وضعية صحية صعبة ، هل يرضى أو يقبل أي مسؤول أن يبقى أبيه أو أمه دون علاج و دواء و اكل .
أما السيد رئيس جهة فاس مكناس عبد الواحد الأنصاري فقد تفتقت عبقريته الفذة عن مبرر عجيب لعدم إعطاء الجمعية أي منحة حيث قال “حسب تصريح السيد حميد العكباني ” بأن إسم الجمعية لا يتضمن لفظ ( الخيرية ) , في الوقت الذي وهب منحة لجمعية لا يعرفها أحد لا تحمل من الإسم سوى لفظ ” وشم ” 900 مليون وهي القضية التي وصل صداها لردهات المحاكم ؛ فهل هناك استهتار أكبر من هذا بكرامة نزيلات و نزلاء هذا المركز في الوقت الذي يصرح فيه السيد حميد العكباني من أنه مستعد لأي تدقيق في ميزانية المركز من أي جهة كانت سواء المجلس الأعلى للحسابات أو وزارة الداخلية ، في الوقت الذي تستهلك أجور المستخدمين و دواء النزيلات و النزلاء 92 في المائة من ميزانية الجمعية .
وفيما يخص الشراكة مع الجمعية الخيرية الإسلامية و التي تقضي بأن تتم استضافة أو إيواء نزيلاتها ونزلائها البالغ عددهم 76 مقابل منحة شهرية قيمتها 50,000 درهم ، تم تخفيضها إلى 30,000 درهم ، ثم توقيفها نهائيا بمبرر وهاه هو استفادة المركز من دعم من التعاون الوطني الذي لم يحصل لحد الآن ، مع العلم أن الجمعية الخيرية الإسلامية تعيش في بحبوحة بالنظر لممتلكاتها و ضعف خدماتها .
في الأخير نهمس في أذن المسؤولين إذا كان هذا التضييق على المركز يحكمه تصفية الحسابات السياسية مع رئيس المركز السيد حميد العكباني فبئس الاختلاف والخلاف السياسي .