الأحداث الوطنية|الأحداث الوطنية

الهدر المدرسي.. نزيف صامت يهدد مستقبل الأجيال

Screenshot_20251025-195911

المستشار البرلماني ادريس القندوسي بمكناس يسلط الضوء على هذه الإشكالية بالجهة
يعد الهدر المدرسي من أكبر المعضلات والمعيقات التي تعرقل تطور العملية التعليمية بجميع مراحلها ببلادنا، والتي تسببت في نزيف كبير للموارد البشرية، وهي ظاهرة مركبة تشمل مجموعة من العوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
وقد لاحظت العديد من الدراسات أن ظاهرة الهدر المدرسي تنتشر أكثر بالوسط القروي، تليه الأحياء الشعبية، أي الأحياء الهامشية والفقيرة بالوسط الحضري، مما يعمق من نتائجه الخطيرة، مثل انتشار الأمية والبطالة والجريمة في المجتمع وهدر الموارد المالية للدولة، كما يؤدي حتما إلى الانحراف والتهميش والإقصاء واستغلال الأطفال في سوق العمل قبل سن الخامسة عشرة.
وقد كشفت الأرقام الرسمية أن ظاهرة الهدر المدرسي في تصاعد متزايد، في السنوات الأخيرة، لذلك فمن المرتقب أن يكون هذا الملف حاضرا في مشروع الإصلاح القريب الذي تباشره وزارة التربية الوطنية.
وبناء عليه، فقد ارتأيت “الأحدات الوطنية” تسليط الضوء على هذه الإشكالية، من خلال مداخلة المستشار البرلماني عن فريق التجمع الوطني للأحرار إدريس القندوسي أخيرا في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين ، أشاد فيها بالمجهودات الكبيرة المبذولة من أجل إدماج الإصلاح داخل القسم المدرسي حتى يستفيد منه التلميذ المغربي وبالنتائج الملموسة التي حققتها مدارس الريادة على مستوى الابتدائي والإعدادي ببلادنا.مشيرا إلى أن نسبة تغطية مدارس الريادة بلغت معظم المؤسسات الابتدائية وثلث المؤسسات الإعدادية، معبّرا عن أمله في تعميمها خلال السنتين المقبلتين بمختلف جهات المملكة ، لما تمثله من نموذج متميز في تحسين جودة التعليم.مؤكدا على أنه بات من الضروري الترافع حول الملفات المرتبطة بالتعليم العمومي في المجالات القروية والجبلية، خاصة بجهة فاس مكناس،سواء في الأطلس المتوسط أو بالريف، حيث لا تزال التقارير تشير إلى خصاص متراكم في المرافق والخدمات التعليمية بالجماعات القروية. مسجلا، أن تلاميذ هذه المناطق يواجهون مشاكل متعددة جمة، من بينها بعد المسافات التي يقطعونها يوميا في الحر والشتاء نحو المؤسسات التعليمية، والنقص العددي الكبير في وسائل النقل المدرسي كما ونوعا، إضافة إلى ضعف التجهيزات الأساسية في عدد من المدارس، من قبيل المراحيض ووسائل التدفئة، فضلا عن استمرار الاكتظاظ وظاهرة الأقسام المشتركة، وكذا الحاجة إلى تعميم التعليم الأولي مع توفير الجودة المطلوبة للفئة المتعلمة. كما تطرق إلى الصعوبات التي تواجه الأطر التربوية في المناطق النائية بسبب غياب ظروف العمل المناسبة، ولا سيما الخصاص في السكن المجهز في الفرعيات والمدارس التي تؤثث المناطق النائية.
وختم القندوسي مداخلته يدعو من خلالها وزير التربية الوطنية، إلى القيام بزيارة ميدانية لبعض الجماعات القروية بجهة فاس مكناس، ولما لهذه الزيارات من دور في تسريع وتيرة الإصلاحات وتعبئة الفاعلين المحليين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مؤكدا على أهمية مواصلة الجهود لتجويد خدمات الدعم الاجتماعي المدرسي، خاصة ما يتعلق بالنقل والإطعام وإنجاز داخليات بالمؤسسات التعليمية العمومية بالمناطق الهشة.
حميد بن التهامي(مكناس)