بنسليمان: الترحال السياسي يغير قواعد اللعبة في الإقليم بنسليمان.!

توفيق مباش
ر تشهد عمالة إقليم بنسليمان في الآونة الأخيرة ظاهرة الترحال السياسي التي ازدادت وضوحًا مع اقتراب كل استحقاق انتخابي. هذه الظاهرة لم تقتصر على كونها مجرد تحركات للأفراد بين الأحزاب، بل أصبحت تمثل تحولًا ملموسًا ومؤثرًا في قواعد اللعبة السياسية في المنطقة. لنتناول في هذا المقال تفاصيل هذه الظاهرة، دوافعها، وتأثيراتها على المشهد السياسي العام وثقة المواطن في الفاعلين السياسيين المحليين.تشير بوادر الترحال السياسي في إقليم بنسليمان إلى وجود العديد من الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة. من أبرز هذه الأسباب هو السعي لتحقيق مصالح شخصية، إذ يميل بعض السياسيين إلى الانتقال من حزب إلى آخر بحثًا عن الموارد، الدعم، أو حتى المناصب. هذا التوجه في الغالب يتسم بكونه ظرفيًا، حيث يبدو أن القرار ينعكس بشكل مباشر على قرب الانتخابات ومدى قدرة الحزب الجديد على تقديم فرص أفضل للمرشحين.علاوة على ذلك، يُبرز الترحال السياسي ضعف القيادات الحزبية وغياب الكفاءة الحقيقية في مواجهة التحديات السياسية. مما يدفع العديد من الأعضاء إلى الانسحاب من أحزابهم والانضمام إلى أخرى تعد بفرص أكبر أو بقدرة أعلى على تحقيق الطموحات السياسية. هذه الدينامية تعكس عدم الاستقرار السياسي والثقة المتضائلة في الأحزاب التقليدية، مما يؤدي إلى تآكل الحلقة المفرغة بين الناخبين والمرشحين.ومع تزايد هذه الظاهرة، تُطرح تساؤلات عديدة حول التأثيرات المترتبة عليها. فقد تتسبب هذه الانقلابات في جدل اجتماعي وعدم استقرار سياسي يؤثر على السير الطبيعي للعملية الانتخابية. تشعر الجماهير بالإحباط والحيرة جراء عدم وضوح الخيارات المطروحة، مما يدفع البعض إلى الانسحاب من المشاركة السياسية تمامًا. وبالتالي، قد تؤدي هذه الديناميكيات إلى تآكل الثقة بين المواطنين ومع المؤسسات السياسية.ما يزيد الطين بلة هو أن الترحال السياسي يؤثر إيجابيًا وسلبيًا على الصورة المتعارف عليها للمسؤولية السياسية. ففي الوقت الذي يمكن أن يعكس فيه تحرك العديد من الشخصيات انفتاحًا على التنوع الفكري وحرية الاختيار، يمكن أن يُنظر إليه في ذات الوقت كفقدان للتواصل العميق مع المبادئ التي قامت عليها تلك الأحزاب، مما يُفضي إلى تفكيك الروابط الاجتماعية التي تشكل أساس العمل السياسي.فإن ظاهرة الترحال السياسي في إقليم بنسليمان تمثل تحولًا هامًا في المشهد السياسي المحلي، شائكة إذ تعكس في طياتها التحديات والفرص الموجودة. ومع تزايد حدة هذه الظاهرة، يلزم من السياسيين والمجتمع المدني العمل نحو تعزيز الوعي السياسي والمشاركة الفعالة من قبل المواطنين لضمان نزاهة العملية الانتخابية وضمان ثقة المجتمع في الفاعل السياسي.