
غنبوري عبد الواحد/الاحداث بريس
شهدت جماعة آيت بويحى الحجامة، خلال الولاية الحالية لرئيسها الغازي حرشان، تحولا تدريجيا عميقا في بنيتها التنموية، حيث جرى تنفيذ سلسلة من المشاريع المهيكلة التي استجابت لأولويات الساكنة، وارتكزت على مقاربة عملية تمزج بين الحكامة الجيدة، التدبير الرشيد للموارد، والانفتاح على مختلف الشركاء.
هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة رؤية واضحة جعلت من البنية التحتية، والخدمات الاجتماعية، ومحاربة الهشاشة، محاور استراتيجية لأجندة العمل الجماعي خلال السنوات الأخيرة.
* أولاً: البنية الطرقية.. حجر الأساس لفك العزلة وتسهيل حياة المواطنين
أدركت الجماعة منذ البداية أن الطريق هو شريان التنمية. لذلك شهدت الولاية الحالية دينامية قوية على مستوى المسالك القروية والطرق الرابطة بين الدواوير ومركز الجماعة.
أهم الإنجازات:
شق وتوسيع وإعادة تهيئة عدة مسالك كانت تشكل معاناة يومية للسكان.
تعبيد مقاطع حيوية ظلت لسنوات طويلة نقطة ضعف في البنية الطرقية.
تحسين الولوج إلى المؤسسات التعليمية والمركز الصحي والأسواق الأسبوعية، مما ساهم في رفع جودة الحياة اليومية.
اعتماد معايير تقنية عالية لضمان الجودة والقدرة على مقاومة الظروف المناخية، خصوصاً في فصل الشتاء.
* ثانياً: التنمية المائية.. ضمان الحق في الماء رغم تحديات الجفاف
في ظل شح الموارد المائية وتوالي سنوات الجفاف، تعاملت الجماعة مع هذا الملف بحساسية ومسؤولية.
أبرز التدخلات:
توسيع شبكة الماء لتشمل دواوير جديدة.
إحداث نقط تزويد إضافية للتخفيف من معاناة المناطق الأكثر تضرراً.
بناء خزان مائي لرفع وتحسين الصبيب في المناطق المرتفعة.
تنسيق دائم مع المكتب الوطني للماء لضمان استمرارية الخدمة ومعالجة أي أعطاب بشكل سريع.
* ثالثاً: الكهرباء القروية.. إنارة شاملة ومحاربة النقط السوداء
عرفت شبكة الكهرباء توسعا مهما هم دواوير ظلت لسنوات تنتظر دخول التيار الكهربائي.
ما تحقق:
تعميم الكهرباء على مناطق جديدة لأول مرة.
تحسين الجهد الكهربائي في الدواوير التي كانت تعاني من ضعف الإنارة.
تجديد الأعمدة والأسلاك المتقادمة تفادياً للانقطاعات المتكررة.
*رابعاً: قطاع التعليم.. دعم النقل المدرسي وتأهيل المؤسسات
انسجاماً مع الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الهدر المدرسي، وضعت الجماعة ملف التعليم ضمن أولوياتها.
أهم المبادرات:
دعم النقل المدرسي وتوفير سيارات تقل التلاميذ، مع التركيز على تشجيع الفتيات بالمناطق البعيدة.
المساهمة في تغطية جزء من مصاريف التسيير لضمان استمرارية الخدمة.
هذه التدخلات ساهمت في تقليص الهدر المدرسي وتحسين ظروف التمدرس.
*خامساً: الصحة.. تقوية العرض الصحي رغم الخصاص
وعياً بأهمية تقريب الخدمات الصحية، بادرت الجماعة إلى دعم المركز الصحي بشكل مستمر.
الإنجازات:
ترميم بعض مرافق المركز الصحي وتوفير تجهيزات مساعدة.
دعم الحملات الطبية والتنظيم اللوجستي للتدخلات الصحية الموسمية.
* سادساً: الأنشطة الاجتماعية والرياضية.. دينامية مواطنة داخل الجماعة
لم تغفل الجماعة الجانب الثقافي والرياضي، باعتباره جزءاً من التنمية البشرية.
الدوريات الرمضانية
* سابعاً: الحكامة الجيدة.. تدبير رشيد وشفافية في التتبع
تميّزت الولاية باعتماد مقاربة عقلانية في تدبير ميزانية الجماعة، رغم محدودية الإمكانيات.
أبرز مؤشرات الحكامة:
توجيه الاعتمادات نحو الأولويات الضرورية للسكان.
إشراك الفاعلين المحليين في اتخاذ القرار العمومي.
تعزيز الشفافية في تتبع المشاريع وتنزيلها.
بناء علاقة ثقة بين المواطن والإدارة الجماعية
قدمت ولاية الغازي حرشان بجماعة آيت بويحى الحجامة نموذجاً لتنمية محلية تقوم على الواقعية، الميدان، وترشيد الموارد. ورغم محدودية الإمكانيات، تمكنت الجماعة من تحقيق قفزة نوعية على مستوى البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية، مما أعطى للجماعة دينامية جديدة تتجه نحو تحسين مستمر لجودة عيش السكان.

