ورزازات | نظمت مساء أمس قاعة الندوات بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية الفندقية والسياحية، بورزازات، ندوة فكرية متميزة، تناولت بالبحث والنقاش موضوع: «سبل الارتقاء بفن أحواش نحو مصاف التراث الإنساني العالمي».
وعرف اللقاء مشاركة نخبة من الفنانين والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والتراثي، من ضمنهم الفنان محمد الدرقاوي والخبير الموسيقي محمد أيت الدرويش، اللذان قدّما مداخلتين أغنتا النقاش وسلطتا الضوء على التجارب الميدانية في صون هذا الفن وتوارثه عبر الأجيال.
الندوة التي تنضم في إطار الأنشطة الموازية للدورة الثالثة عشرة من المهرجان الوطني لفنون أحواش بورزازات، شكلت لحظة فكرية نوعية، اتسمت بنقاش عميق ومسؤول حول حاضر ومستقبل أحواش، باعتباره أحد أبرز مكونات الهوية الثقافية المغربية.
وقد خلص المشاركون إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات العملية، التي،
أكد من خلالها المتدخلون على ضرورة الاعتراف الرسمي بفن أحواش كتراث وطني غير مادي، باعتباره خطوة أولى نحو تصنيفه تراثاً إنسانياً عالمياً من طرف المنظمات الدولية المختصة، على رأسها منظمة اليونسكو.
كما دعو الى تحفيز البحث الأكاديمي في موضوع أحواش، وإعداد دراسات وكتب وأطروحات علمية تُؤرّخ لهذا الفن من زواياه الجمالية والأنثروبولوجية والتاريخية، لتجاوز النقص الواضح في المراجع العلمية حوله.
وشددت باقي المداخلات على ضرورة تمكين الممارسين وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمهنية، باعتبارهم الفاعلين الأساسيين في صون واستمرار هذا الموروث اللامادي،ثم التأكيد على أهمية إدماج فن أحواش في المناهج والأنشطة التعليمية والتربوية، لترسيخ قيم الانتماء والهوية الوطنية في وجدان الأجيال الصاعدة.
وقد نوه المشاركون بالدور الكبير الذي يضطلع به المنظمون وعلى رأسهم عمالة اقليم ورزازات، بشراكة مع شركاء متعددين في تنظيم مثل هذه اللقاءات الفكرية، التي ترسخ ثقافة الحوار والتفاعل الإيجابي بين حاملي الذاكرة الشعبية والباحثين الأكاديميين، لتواصل مدينة ورزازات تأكيد مكانتها كعاصمة للثقافة الأمازيغية وفضاءٍ يحتضن التراث المغربي الأصيل في أبهى تجلياته، مستحقة عن جدارة أن يكون أحواشها نبضاً من أنغام العالم.

