في خطوة تؤكد الالتزام الراسخ بتعزيز التنمية الاقتصادية في أقاليم الشمال، صادق مجلس جهة طنجة–تطوان–الحسيمة خلال دورته العادية لشهر أكتوبر 2025 على مشروع حيوي يعد نقطة تحول مرتقبة لإقليم الحسيمة. يتعلق الأمر بإحداث منصة لوجستيكية متكاملة في جماعة إزمورن، وهو مشروع ضخم يحمل في طياته رؤية تنموية طموحة تهدف إلى وضع الحسيمة على الخريطة الاقتصادية الوطنية والإقليمية كـمركز محوري للخدمات اللوجستيكية.
رؤية استراتيجية لدعم الاقتصاد المحلي
يأتي هذا القرار تجسيدًا للرؤية الاستراتيجية التي تتبناها الجهة لدعم الاقتصاد المحلي وخلق آفاق جديدة للنمو والاستثمار المستدام. فالمنصة اللوجستيكية في إزمورن لا تُعد مجرد بنية تحتية إضافية، بل هي قاطرة حقيقية للتنمية المحلية، مصممة لمعالجة التحديات اللوجستيكية القائمة وفتح الأبواب أمام المقاولات المحلية.
إن الدور المحوري لهذه المنصة يتجلى في ثلاثة أبعاد رئيسية:
- دعم تنافسية المقاولات: ستوفر المنصة بيئة مثالية للشركات المحلية، مما يعزز من قدرتها التنافسية ويقلل من تكاليف سلاسل الإمداد.
- تعزيز التصدير: من المتوقع أن تلعب المنصة دوراً حاسماً في تسهيل وتسريع عملية تصدير المنتجات المحلية، لاسيما المنتجات الفلاحية والبحرية التي يشتهر بها الإقليم، نحو الأسواق الوطنية والدولية.
- خلق فرص الشغل والاستثمار: المشروع يفتح آفاقاً جديدة أمام الاستثمار ويولد فرص عمل مهمة ومباشرة وغير مباشرة، مما يسهم في امتصاص جزء من البطالة المحلية وتعزيز النسيج الاقتصادي.
الحسيمة.. مركز محوري للخدمات اللوجستيكية
الموقع الجغرافي المتميز لإقليم الحسيمة، ودوره المتوقع في منظومة النقل والتجارة بشمال المغرب، سيتم تعزيزه بشكل كبير بفضل منصة إزمورن. فإحداث هذه البنية سيجعل من الحسيمة مركزًا محوريًا لا غنى عنه للخدمات اللوجستيكية، بما يخدم التوجهات الوطنية لتحقيق العدالة المجالية والتنمية المتوازنة بين مختلف أقاليم المملكة.
وقد عبر عدد من المواطنين بإقليم الحسيمة عن تفاؤلهم الكبير بهذا المشروع، معتبرين أن منصة إزمورن اللوجستيكية تشكل مشروعاً واعداً يفتح آفاقاً جديدة أمام التنمية المستدامة، ويدعم بشكل فعال تحويل الحسيمة إلى نقطة جذب اقتصادية مهمة في شمال المغرب.
باختصار، يمكن اعتبار مصادقة مجلس الجهة على مشروع منصة إزمورن خطوة استباقية ومدروسة لـتثمين مؤهلات الحسيمة ودفع عجلة التنمية فيها، مما يبشر بمرحلة جديدة من النمو الاقتصادي والازدهار الاجتماعي بالإقليم.