من يعيد الهدوء للبنان ؟ الحريري
بقلم فؤاد زروال
هل فعلا كانت حربا أهلية في لبنان أم حربا لإسقاطها و إسقاط كل مقاومة للمحتل الإسرائيلي بتقزيم دور سوريا و المقاومة الفلسطينية بعملاء داخليين مدعومين بقوى خارجية أبرزها الكيان الصهيوني و حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا التي مازالت لحد الآن تعتبر لبنان مقاطعة لقصر الإليزيه ؛ كيفما كان الحال فإن اتفاق الطائف بعد دمار و قتل لما يفوق 15 سنة حقن ما بقي الأنفس و من هذا المنطلق يجب النظر لهذا الاتفاق الذي كان سببا في ” العيش السلمي ” لثلاثين سنة ، هل أصبح معرقلا ” لهم ” لأنه لنفترض جدلا أن حزب الله فاز بأغلبية برلمانية على إثر انتخابات نزيهة تحت مراقبة دولية هل ستسمح له القوى الخارجية خصوصا الكيان الاسرائيلي و الولايات المتحدة الأمريكية قطعا لا و هو ما سيكون مقدمة لحرب ” أهلية ” بأدوات أو بعملاء الداخل و هذا ليس بالأمر السري أو الخفي ، إذن سنعود للحديث عن تسويات بمسوغات مختلفة ” كما يبشر بذلك ماكرون حكومة وحدة وطنية ” و ليس مرد هذا للتنوع الطائفي بل للتدخلات الخارجية . هل هذا الوضع السياسي المأزوم له انعكاس على الوضع الاقتصادي ؟ حتما سيكون الجواب بالإيجاب ، هل هناك فساد ؟ نعم و لنسلم أنه من كل الأطراف ، لكن من يقف هنا حتما فهو إما قاصر النظر بوعي أو بدونه فالأزمة الاقتصادية مردها إلى الحصار الاقتصادي الخانق للولايات المتحدة الأمريكية تحت مسميات متعددة و بأسباب متعددة غايتها إضعاف لبنان و من ورائها حزب الله فالأزمة الاقتصادية ليست وليدة ” انفجار مرفأ بيروت ” فهي تنخر البلاد منذ عقود و لم تخرج التظاهرات للشارع إلا بعد تنحية الحريري الحامي للنفوذ الفرنسي مقابل تزايد التواجد التركي الذي ينغص سياسة فرنسا في كثير من المناطق خاصة ليبيا و لم يخف ذلك ماكرون في زيارته للبنان و الهجوم الممنهج للإعلام اللبناني على تركيا ، و ما الشروط الماكرونية لدعم لبنان إلا محاولة لإضعاف الحكومة المدعومة من حزب الله ، فهل يعود الهدوء للبنان بعودة الحريري أم بقانون انتخابي جديد .