عن أي تعليم نتحدث في سنة 2020…..؟
بقلم: إيمان الحفيان
جاء شهر شتنبر و عادت تساؤلات الدخول المدرسي من جديد……و في سنة 2020 دخول مدرسي بشروط جديدة و بمقاييس مختلفة و بتخوفات جديدة….؟ و لطالما خرج وزير التربية الوطنية، سعيد أمزازي ببلاغات منها مفاجئة ومنها مرتب لها لإخبار الآباء و أبنائهم بمستجدات الخطة التعليمية الخاصة بموسم 2020-2021، بحيث أنه وجّه الوزير مرارا رسائل إلى التلامذة لأجل حثّهم على متابعة دراستهم “بكل جد ومثابرة”، و”الانخراط التام في دروس التعلّم الذاتي.
و لقد أكد وزير التعليم في بداية الموسم الدراسي على التعليم الاختياري من خلال تخيير أولياء التلاميذ في عملية التعليم عن قرب أو التعليم عن بعد، ولجأت وزارة التربية الوطنية إلى تقنية التعليم عن بعد و هو ما يعرف بالتعليم الذاتي كوسيلة لربط الصلة بين التلميذ والمقرر الدراسي، بعد اعتماد نظام التفويج، أي تقسيم تلاميذ كل فصل إلى فوجيْن، يدرس أحدهما لمدة خمس ساعات في اليوم، وفي اليوم الموالي يدرس الفوج الثاني و ذلك تبعا لتعليمات المدرسين و تماشيا مع متطلبات كل مستوى دراسي على حدة. و في هذا السياق عرفت المنظومة التعليمية بالمغرب تجربة التعليم عن بعد ، من خلال متابعة التلميذ للدروس التي تُبثّ على أربع قنوات تلفزية، ومنصة “تلميذ تيس”، بـ”انخراط جميع الأطراف”؛ إلا أنه و مع نهاية الموسم الدراسي استنتج التلامذة و الأساتذة و أولياء الأمور أن هناك عوائق قاهرة أخرى تجعل هذا النمط الدراسي غير فعّال، حتى لو وُجدت رغبة الانخراط لدى التلاميذ وأوليائهم. و بالتالي تم اعتبار منهجية الاستناد عن التعليم غير الحضوري عبر منصات التواصل الاجتماعي خطة بديلة لم تحقق النتائج المرجوة منها و لم ترقى لمستويات الأداء أثناء سير التعليم في ظروف عادية قبل ظرفية انتشار فيروس كورونا و خاصة مع استبعاد احتمالية نخره للصفوف الدراسية.
بلاغ الخيارين أحدهما مر: التعليم عن بعد أم عن قرب…..
عرفت سنة 2020 ارتباكا شديدا مهولا في الدخول المدرسي، و حيرة في صفوف المدارس بالمغرب و خاصة بعد تسجيل عدم فعالية التجربة الدراسية عبر تطبيقات الهواتف و وراء شاشات الحواسيب، و صرح العديد من المدرسين أن أغلبية التلاميذ “لا يشاهدون الدروس التي تُبث على التلفاز، لأن آباءهم وأمهاتهم يعملون ولا وقت لديهم لمواكبتهم، وهناك نسبة كبيرة من الأمهات والآباء أميون”، كما قال السحيمي في تصريح لإحدى المواقع الالكترونية.
وتابع المتحدث ذاته بأن “هناك عائقا آخر يُفقد التعلم الذاتي جدواه، يتعلق بغياب الإمكانيات المادية لدى شريحة واسعة من الأسر”، وزاد موضحا: “هناك مَن لا يتوفر على حاسوب أو لوح إلكتروني أو حتى هاتف ذكي، ويتوفر على جهاز تلفاز واحد فقط في البيت، ولديه ثلاثة أو أربعة أبناء يدرسون في مستويات مختلفة، فكيف سيستفيدون من التعلم الذاتي؟ ”
نستنتج من خلال التصريحات المتعددة أن التعليم الذاتي طرح إشكالات عديدة و انتقادات متعددة في سنة 2020 نظرا لبروز فيروس كورونا، ليس لشيء سوى أن التلميذ يحتاج لمواكبة و مراقبة ضرورية، و لا شك أن الظرف الصحي الطارئ فرض و حتم على وزارة التربية الوطنية أن تعتمد التعليم عن بعد كحل مؤقت فقط
. و في أواسط شهر شتنبر لجأت الأسر المغربية بنسبة كبيرة لاختيار التعليم عن قرب أي (التعليم الحضوري) ، لكونها أن الوزارة خططت للدخول المدرسي دون استشارة أحد من الفاعلين المعنيين و دون أي سابق إنذار مع انعدام لرؤية و خطة واضحة لضمان نتائج مقبولة و مرضية لكل من الوزارة و التلامذة…
كورونا تنتقل للأقسام الدراسية… ظهور بؤر مدرسية
كما دخلت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل على الخط من أجل إعداد خطة واضحة للدخول المدرسي المقبل، في ظل استمرار تطور المنحى السلبي للوضعية الوبائية لفيروس “كورونا” في المغرب بتسجيل أزيد من ألف حالة في اليوم على بعد أسبوعين من انطلاق الموسم الدراسي الجديد… وأوضح عبد الغني الراقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن الفيروس ليس مستبعدا انتشاره بينت التلامذة أو بين الأساتذة….
و في نفس السياق ورغم كل الاحتياطات الاحترازية في مختلف مدارس المغرب المقرر لتنظيم العملية السنة الدراسية 2020 – 2021 باتت صورة الدخول المدرسي.مبهمة و تطرح احتمالات الإصابة بالفيروس الذي لم تسلم من أنيابه القطاعات أو الفئات العمرية أو الدول العظمى….
و فيما يخص بالعدد الذي يستقبله كل قسم على حدة مع اختلاف المستويات التعليمية و بالمدرسة العمومية على وجه الخصوص يضم على أقصى تقدير 40 تلميذاً، و بالنسبة للمدرسة الخصوصسية أثقلت كاهل الآباء بمصاريف التسجيل و شراء الكتب الباهظة الثمن و بعد تسجيل إصابات بمدارس مراكش و الدار البيضاء تم إغلاق بعض المدارس و اقتراح آلية أخرى لاستمرارية عملية تلقين الدروس ببداية السنة الدراسية مع استبعاد احتمالية السنة البيضاء أو تأجيل الدخول المدرسي، من خلال حضور 20 تلميذا مثلا من أصل 40 في الأسبوع على أساس التناوب مع الفوج الثاني المتبقي الذي سيواكب الدروس من المنزل، مع استحضار أولوية الدروس الحضورية، و التزاما باستعمال الكمامات و ترك مسافات الأمان و توفير المعقمات من ميزنية أولياء التلاميذ.
و بناء على ارتفاع عدد الإصابات ببعض المدارس بالمملكة المغربية كان سيناريو إصابة الأسرة التعليمية بالكارثة الوبائية شر لا بد منه استنادا على الوضعية الوبائية بالمغرب وفق الأرقام الرسمية لوزارة الصحة التي تضعنا أمام تساؤل عن أي تعليم نتحدث في ظل استمرار انتشار فيروس غير مرئي و سريع الانتسار و العدوى و كيف سنقضي على الأوبئة المتطورة و الفتاكة دون تشجيع البحث العلمي و الشد على أيدي رجال و نساء التعليم لبناء أساسيات المجتمع المغربي و تقوية مكانته و ضمان تنافسيته مع الدول الأخرى، و إن كانت أواسط شهر شتنبر كشفت عن عدوى محتملة نرتقب عن بعد عن مدى استمرارية أو الحد من تزايد أو تقلص الإصابات بفيروس كورونا مع العلم أن الموسم الدراسي في بدايته و هل توجد خطط بديلة تضعها و تخطط لها وزارة التعليم بتنسيق مع الوزارات الأخرى لإنجاح حرب التعلم و التلقين ضمن الأزمة الصحية العالمية.