عدم اتفاق الدين والعلم سبب في ظهور الفاتح الأكبر “كرونا التاسع عشر”

رضوان المسكيني
كل العالم اليوم يتسائل كيف خرج “كوفيد 19” ؟ كيف هرب من المختبرات ؟ ماهي أسباب تصنيعه وتطويره ؟ وبسببه جميع سكان العالم تحت الحجر في المنازل والبيوت ، خوفا من كرونا الأعظم “التاسع عشر” ، يا لديموقراطية هذا الفاتح الجديد ، لايفرق بين غني وفقير،ولاشريف ووضيع ، ولاصغيروكبير، فاقت غطرسته كل من الفاتح “ألكسندر والملك” آرثر” والغازي” هتلر”. حين أصدر فرمانا يقضي بعدم توديع الموتى لدويهم .
جيوشه الجرارة لاترى بعين مجردة ،لاتنفع معها صواريخ ولاطائرات ولاحتى أدق الرادارات، يقتل بدم بارد ليرتب العالم من جديد، هناك من يقول أنه غضب الطبيعة ومن يقول إرادة الله و حكمته، ومن يقول أنه جند من جند الله …
إن ثالوث كل من الدين والعلم والانسان بمثابه هرم مسخر لخدمة الجنس البشري ورفاءه، فكلما اتفق الأول “الدين” والثاني”العلم” وانسجما انسجاما تاما إلا وكانت قاعدة الهرم أشد متانة وصلابة لاتغيرها أعاصير العالم ، والمقصود بالقاعدة “الانسان” السوي الذي تربى على مكارم الأخلاق وحب بني جنسه، ويفضل المصلحة العليا للعالم على الوطن . إن الدين والعلم من أهم مصادر المعرفة التي اعتمد عليها الوعي الانساني منذ آلاف السنين وبفضلهما نظمت خبرة الجنس البشري، وفسرت جميع الظواهر، واستكشفت الطاقات الكامنة وضبطت الحياة الأخلاقية والفكرية ، وهما مصدران توأمان للمعرفة ساهما بشكل كبير في بناء ونشأة حضارة العالم الانساني.
لايخفى على الجميع الدور الكبير الذي يلعبه العلم البناء في العالم، وما يحظى به من احترام واسع النطاق ، عند جميع الهيئات والمنظمات ، وتبقى القضية المثلى هي كيفية تسخير هذا الأخير في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، التي تخدم العالم أجمع دون أن يبقى حكرا على نخبة قليلة تعيش في البعض من الدول، وعائداته المغرية تزيد عمق الهوة بين الأغنياء والفقراء. بل يجب تنظيمه لكي يطال جميع الأفراد والمؤسسات في العالم ، مع إيجاد السبل الكفيلة بنشر المعرفة حتى في الدول المتخلفة والنامية من باب حقها الطبيعي والمشترك ،والمساهمة في بناء العالم الجديد .
جميع الأديان المنزلة من سماء المشيئة بواسطة مظاهر أمر الله لم تخرج عن نطاق إعلاء راية الاتفاق والمحبة بين الناس،وجلها كانت بمثابة حلقة الوصل الرئيسية بين الإنسان وتلك الحقيقة الأسمى ـ
وهي التي شحذت قدرة الإنسان وهذبتها ليتاح له تحقيق الإنجازات الروحية والتقدم الاجتماعي معا.
فالتعاليم الروحية العظيمة التي زرعتها الأديان منذ آلاف السنين في أعماقنا ، مازالت إنجازاتها باقية وخالدة في جميع الشؤون، من تشريعات وقوانين إلى ميدان العلاقات الانسانية والفنون ، التي زادت للتاريخ معناه ومغزاه .
إن كوكبة الجنس البشري والتأمل في تحول اجتماعي سليم داخل نظم جديد ، يتطلب اتحاد عنصران أساسيان هما (العلم – والدين ) معا ، ويمكن تسخيرها لهذا التحول العظيم في ظل الأزمة الحالية ، وعدم اتحاهما اليوم هوسبب هروب هذا الفيروس الخطير من المختبرات اليوم .
إن العالِم الروحاني اليوم أفضل من العالِم الفارغ من المبادئ السامية والأخلاق العالية، مهما علت وسمت درجات هذا الأخير العلمية ، خصوصا أن البشرية اليوم تحتاج علماء روحانيون يحاربون الشكوك والشوائب المظنية التي تتربص بالعالم ، لا يؤمنون بمصالح ذاتية ضيقة ، ويتطلعون إلى النظر بمنظار واحد يثبت أن كوكب الأرض وماعليه من شعوب مختلفة متعددة الأعراق والأجناس والثقافات إنما هي من أصل واحد متعدد الفروع فُطر من نفس الجوهر.