كرونا ومحاكمة حامد بن حيضرة الجائرة من بوادر السلم الأكبر

رضوان المسكيني
في خطابه الأخير وجه الرئيس الفرنسي “مكرون “كلمة إلى الشعب الفرنسي مفادها “أننا في حرب صحية ضد كرونا” وكلمة حرب لها دلالات كثيرة تستوجب الخوف والاستعداد والاحتراز والحذر ، داعيا الدول إلى الاتحاد والاتفاق والتعاضد ضد الوباء القاتل ، مفارقة غريبة صادفت نطق محكمة يمنية -حوثية – بالإعدام على السيد حامد بن حيضرة ومصادرة جميع أملاكه دنبه الوحيد أنه بهائي يؤمن بجميع الرسل وجميع المبادئ الكونية التي تكرم الانسان وتسعى إلى رقيه وسموه واتحاده .
في ظل هذه الأوضاع العالمية الحرجة، نسي الحوثيون ما كان يفعله بهم رئيسهم الأسبق إعدام بدون محاكمة عندما كانوا أقلية في اليمن ، وهاهم يتغطرسون ويتجبرون على فئة قليلة فقط لأنها تؤمن بوحدة الجنس البشري والسلام العالمي.
اليوم تبين للعالم كم نحن مخلوقات ضعيفة وهشة أمام فيروس حطم جبروت الانسان وجعل الحضارة الانسانية التي عمرها آلاف السنين تستنجد وتستغيت فأصبحت أضحوكة بلا عنوان .
أين تفاخر الأغنياء على الفقراء ؟ أين تجبر الحكام والرؤساء؟ أين تعصب وجهل العلماء ؟ أين هم العرب الأثرياء؟…أين هي القمم العالمية التي نادت بحقوق الأقليات…؟
أصبحنا اليوم كائنات هشة لا حول لها إلا قوة الدعاء والتوجه إلى الخالق في الليلة الظلماء. أين أنتم ياقادة العالم وياقادة الأديان ويامجموعة العشرين ؟ أين جبروتك ياأمريكا وروسيا والصين ؟أين انت أيها العالَم الأول كما ادعيت يوما وظلمت العالَم الثاني والثالث؟ ألم تفشل جميع القمم الدولية على وقف إطلاق النار في ليبيا لولا تدخل “كرونا المجيد “فأجبرهم على الخضوع والاستسلام .
أين هي الطائرات والدبابات والصواريخ وعابرات القارات وجميع أحدث الرادارات التي أصبحت مجرد آلات غبية أمام فيروس دقيق يعتبر أصغر الكائنات .
خاض العالم في الماضي كثيرا من الحروب سببها التعصب والجهل والاستقواء هدفها القضاء على الآخر الذي هو من نفس النوع والفصيلة ، كل هذا بسبب طمع الانسان وسلب الآخر مالديه من حقوق كونية سامية أهمها حرية الاعتقاد.
ما ذنب الأرامل وكبار السن والمعاقين والأيتام ، لماذا لانفكر جميعا أن سبب هذه الجائحة هو بلاء من الله من أجل إعادة ترتيب الأوراق والأولويات .
المجتمع البشري كائن واحد وجسد واحد فقط في الضراء تجسيدا لما قاله السيد “مكرون” لأن هذا الوباء في نظره ظالم وقاتل يجب الاتحاد عليه ،ومايقع لحامد بن حيضرة في اليمن رفقة ثلة من البهائيين أليس ظلما وتجبرا وتسلطا من طرف الحوثيين ؟
اتعظوا وعوا يا قادة العالم كائن دقيق أدخل لكم الشك والريبة فسيطر القلق على حواسكم فمنكم من أغلق الحدود ،ومنكم من طالب شعبه بتوديع أقربائه وأهاليه ،ومنكم من حجر نفسه ،ومنكم من طالب الشعب بالدعاء ،فحتى دور العبادة أغلقت من مكة إلى الفاتيكان .
كرونا هي المرض الأصفر الذي حطم إمبراطورية الرومان عندما تجبر الانسان على الإنسان ، كرونا أوقف الحروب رغم فشل محاولات دول عظمى رفقة الأمين العام ، كرونا أعاد الدفئ بين العائلة والأحضان ، كرونا جعل الانسان في تصالح مع نفسه ومع الانسان ، كرونا جائحة عابرة ستعيد السلم الأكبر والسلام .