أقلام حرة

المواطنة غريزة ربانية

المواطنة , كثيرا ما يتداول الناس هاته الكلمة دون معرفة المعنى الحقيقة لها خصوصا في ايامنا الاخيرة بعدما فقد معظم الناس و خاصة الطبقة الكادحة ثقتهم في المسؤولين و بدا لهم المستقبل غامضا و كانه ممر مظلم يصعب تخطيه .
تربية و غرس الوطنية أو حب الوطن بإخلاص في نفوس المواطنين ليس عبئا على المسؤولين فقط او مسؤولية المواطنين بل هو إحساس و إن صح القول غريزة ربانيا تولد مع الانسان و يبقى المحيط و المجتمع الذي يترعرع فيهما الانسان عاملان جد أساسيان في صقل هاته الغريزة او طمسها و تحويلها إلى كراهية و حيرة في ايجاد الذات و المضي قدما في بناء دولة قوية .
في الوقت الراهن و مع التقدم السريع و المذهل للتكنولوجيا و الاعلام أصبح من السهل اللعب بعقول و نفسية الانسان وخاصة منها الضعيفة و الغير المثقفة , فالمنظمات السرية و الاجهزة الاستخباراتية و خاصة اجهزة دول العالم الاول حولت التكنولوجيا و الاعلام إلى سلاح فتاك في تدمير الدول و الحضارات و الانظمة مستغلة كما سبق الذكر جهل شعوب العالم الثالث .
لذا فمن واجبنا إيقاظ امتنا و خاصة شبابها من غفلتهم و استيعاب حقيقة و سائل الاعلام و وسائل التواصل التي اصبح من المستحيل الاستغناء عنها . فكل ما ينشر أو يداع في وسائل التواصل يكون مبني على نفسية المستهدف و كيف يفكر و معانته اليومية فقبل نشر أي خبر أو مقطع شريط او ما شبه عبر الميديا أو عبر وسائل الاتصال الحديثة و وسائل التواصل الاجتماعي يكون مبني عن دراسة جد دقيقة للفئة المستهدفة قصد التحكم في مصيرها ومن خلالها يتسنى للعدو زعزعة النظام المنافس له . حرب باردة خبيثة بدانا نرى علاماتها تتكاثر بين الدول خاصة الدول في إطار النمو .
المملكة المغربية بدورها لم تسلم من هذا الجرثوم الخبيث لكن و الحمد لله اجهزتنا الامنية جد يقظة بما يحدث ورغم الدسائس و كثرة الحساد و الخونة على الخصوص فهم واقفون بعزم وبقوة وشجاعة و إخلاص تحت إرشادات ملكنا الهمام , لكن ليكتمل الاتحاد وجب على الاعلام القيام بدوره وهو ان يقوم بتوعية أفراد الشعب بهذه الحرب الباردة و بان الدمار لا يأتي عن طريق المدافع و القصف الجوي بل اخطر من ذلك التغلغل في المجتمع وتدمير الحضارة وطمس التاريخ وتزوير الحقيقة ومسح الهوية .
الإيمان بالهوية المغربية وفهم التاريخ و من نحن لخير سلاح لكي تبقى مملكتنا الشريفة في سلام دائم .

بقلم: السعدي محمد