شاهد.. من حامل للذهب إلى “حمال” للإسمنت.. قصة “مبكية” لبطل مغربي
عندما أنشدت جماهير الرجاء البيضاوي المغربي أغنية “في بلادي ظلموني” مرسلة رسالة إلى الحكومة المغربية للاعتراض على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشباب، لم تكن تعلم أن هذه الأغنية تنطبق أيضا على أبطال عالميين مثلوا المغرب في المحافل العالمية، ورفعوا علم البلاد واسمها عاليا.
أحد هذه الأسماء التي تعاني التهميش والإهمال، العداء العالمي عبد الرحيم بن رضوان الذي تحولت حياته من الركض للظفر بالمعدن النفيس وعزف نشيد بلاده على منصات التتويج للجري حاملا أكياس الإسمنت والعمل كعامل بناء لتأمين قوت يومه وإطعام عائلته.
وعلى مواقع التواصل انتشرت كالنار في الهشيم صور البطل الذي فاز بميداليات وألقاب لبلاده وشارك في تظاهرات رياضية كبيرة في الولايات المتحدة والبرازيل وتشيلي وفرنسا وإيطاليا وغيرها من الدول، وتفاعل عشرات الآلاف مع الحالة المؤسفة التي وصل إليها بن رضوان مما دفع وسائل الإعلام المحلية للتسابق لإجراء مقابلات معه وتسليط الضوء على قصته ومحاولة إيصالها للمسؤولين.
وفي كل مرة يُستضاف بن رضوان للحديث عن المأساة التي حلت به يطلع الصحفيين على الصورة التي جمعته بالملك الراحل الحسن الثاني الذي استقبله بمناسبة مشاركته في إحدى البطولات الدولية، كما يطلعهم على الصور التي تؤرخ لمسيرته الحافلة في “أم الألعاب”.
وطالب آلاف المغاربة بإطلاق حملة تضامن تهدف إلى مساعدة بن رضوان وانتشاله من الفقر والحاجة، في حين استغل آخرون الفرصة للتعبير عن صدمتهم الشديدة بسبب حال هذا البطل.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن بن رضوان تأكيده تلقيه العديد من المكالمات الهاتفية من “زملاء الزمن الجميل”، عبروا خلالها عن صدمتهم الكبيرة إزاء الوضع المأساوي الذي يمر به هذا البطل في صمت، ووعدوه أنهم سيقدمون له كل الدعم الضروري، ومن بين هؤلاء البطل العالمي هشام الكروج الذي وعده بحل مشكلته في أقرب وقت ممكن.
وكشف بن رضوان أن مسؤولا رفيع المستوى بمؤسسة “محمد السادس للأبطال الرياضيين”، استقبله وسط الحديث عن تسوية لوضعه المالي.
وعبر بن رضوان عن شكره الكبير لكل من ساهم بنشر قصته وتضامن مع قضيته، وختم بأن “الفضل يرجع لأخوتي المغاربة.. لولاهم لما وصل صوتي.. شكرا لكم مرة أخرى”.