بقلم : محمد عاب
في زمن باتت فيه الثقة في المؤسسات العمومية عملة نادرة، تبرز بين الحين والآخر نماذج مضيئة تُعيد شيئاً من الأمل إلى قلوب المواطنين.
المدير الإقليمي للصحة والحماية الاجتماعية بالحسيمة، الدكتور محمد يزناسني، أحد هذه النماذج التي تستحق الإنصاف قبل التصفيق.
رجل لم يكتفِ بالكلمات، بل وضع رقم هاتفه الشخصي رهن إشارة المواطنين، قائلاً بثقة أمام الحاضرين: «أنا هو البيسطون ديالكم»… عبارة تختصر الكثير من التواضع، والمسؤولية، والجرأة الإنسانية قبل الإدارية.
بصفتي احد ساكنة المدينة، تعرفت على الدكتور يزناسني منذ سنة 2021، واتصلت به مراراً في قضايا إنسانية لمرضى محتاجين اساعدهم ، فكان دوماً سبّاقاً إلى تقديم المساعدة، قدر استطاعته وحسب قدراته واحيانا يعمل اكثر ما في وسعه وأكثر.
في أكثر من مناسبة، وضع سيارات الإسعاف رهن إشارتنا لنقل مرضى إلى وجدة، بينهم من يخضع لتصفية الكلى، وآخرون في وضعيات حرجة. وكان يجيبني دوماً بكل صراحة حين أسأله عن نقص الأطر الصحية، مؤكداً أنه لا يدخر جهداً في مراسلة الوزارة والدفاع عن مطالب الإقليم.
كما كان وراء مبادرات طبية تطوعية جلب خلالها أطباء وأساتذة من مدن مختلفة، من بينهم أصدقاء ومعارف البروفيسور حبيب فؤاد (مصحة الأزهر للانكلوجيا )، شريك صديقي البروفيسور عبد الحق اوحجو، والدكتورة خديجة الحدادي اختصاصية في التوليد من الرباط ، ، وأخصائيون في جراحة القلب والقسطرة من المستشفى الجامعي وغيرهم… فكانت الحسيمة تستقبلهم في مستشفياتها لتقديم خدمات مجانية للمرضى وفيهم من نقل واجريت لهم عمليات جراحية واعرفم عز تلمعرفة .
هذه المبادرة الإنسانية، كما وصفها البعض بـ«الشجاعة»، هي في الحقيقة فعل أخلاقي نبيل قبل أن تكون قراراً إدارياً. هي امتداد لتربية ومسؤولية رجل اختار أن يكون قريباً من الناس، يسمعهم، ويعمل في الميدان لا في المكاتب المغلقة.
أقولها شهادة أمام الله: لا أنتمي إلى أي حزب سياسي ولا جمعية ولا منظمة، ولم أطلب من هذا الرجل خدمة شخصية لي أو لعائلتي، لأنني والحمد لله أعالج على نفقتي الخاصة في مصحات الرباط حيث منت قبل 2014 وفي طنجة.مدينتي الثانية منذ 2015
لكن حين أرى مسؤولاً يستحق كلمة إنصاف، فإن قول الحقيقة واجب، وشكر الإنسان النبيل شرف.
أتمنى صادقاً أن يظل الدكتور الحاج الدكتور محمد يزناسني قريبا من هذه المدينة، لأن الحسيمة تحتاج إلى مسؤولين من هذا الطراز… مسؤولين يشتغلون بصمت… وبضمير.

