هروب خادمة من بطش مشغلتها يقود إلى مصرعها بمكناس

حروق، كدمات، جروح… صور بشعة وصادمة لآثار تعذيب تملأ جسد “خادمات البيوت”.إنها قصص مؤلمة تعيد إلى الأذهان وقائع وحوادث كثيرة لهذه الشريحة المستضعفة من المجتمع تعرضن لمختلف أشكال التنكيل والتعذيب في بيوت مشغليهن بمكناس، آخرها وفاة الخادمة (ع.أ) القاصر، بعد محاولتها الفرار من شقة مشغلتها ،وهي القضية التي لازالت خيوط أسبابها وملابساتها متشابكة ولم تكشف بعد، بعد أن حاولت هذه الخادمة الفرار من منزل مشغلتها بإحدى الاقامات وسط المدينة الجديدة لمكناس. وذكرت المصادر أن الهالكة حاولت الهروب من الشقة التي كانت تعمل خادمة فيها ، بعدما اعتادت مشغلتها إغلاق باب شقتها عليها عند خروجها بعد تعنيفها وتعذيبها وفق ما جاء على لسان الجيران بعد وقوع الحادث ، فكان من الخادمة المتحدرة من دائرة الصفاصيف إقليم الخميسات الى ربط ثلاثة ستائر بأحد الشرف حتى تتمكن من الهروب من الشقة بالطابق الثامن للإقامة، إلا ان محاولتها باءت بالفشل عندما سقطت وارتطمت بشرفة الطابق الثاني لتصاب بجروح خطيرة على مستوى الرأس والصدر ما اضطر الجيران إلى إخطار ممثلي السلطات المحلية والعناصر الأمنية والشرطة العلمية والوقاية المدنية التي حلت عناصرها على وجه السرعة بمسرح الواقعة قصد المعاينة ،وعملت على نقل الضحية الى مستعجلات مستشفى محمد الخامس بمكناس لتلقي العلاجات الضرورية، إلا أن المنية لم تمهلها طويلا ،إذ لفظت أنفاسها الاخيرة قبل ولوجها المستشفى، فيما باشرت عناصر الدائرة الرابعة التابعة للمنطقة الأمنية بمدينة مكناس تحرياتها الميدانية والتقنية والاستماع الى المشغلة في محضر قانوني ،قبل أن تأمر النيابة العامة بوضع الأخيرة تحت الحراسة النظرية وتقديمها في حالة اعتقال على أنظارها بمحكمة الاستئناف بمكناس التي لم تتردد في إطلاق سراحها في اليوم الموالي رغم ما جاء في تقرير التشريح الطبي من معطيات تثبت تعرض الطفلة للضرب المبرح والكي في مختلف أنحاء جسدها قبل إقدامها على تنفيذ الواقعة.
أب الضحية فوجئ بالخبر وصدم لوفاة ابنته في ظروف غامضة ، خاصة وأن الشرطة لم تخبره ولم تستمع له وفق ما اكدته جمعية ” ما تقيش ولدي “بمكناس التي دخلت على الخط ونصبت نفسها طرفا مدنيا في الملف ، حيث أكدت الجمعية أنها تؤازر أسرة الضحية، وتتابع الملف عن كثب، لضمان السير العادي للتحقيق، نظرا لما توليه من اهتمام كبير لمثل هاته القضايا الشائكة، خصوصا وأن الهالكة لم تصل بعد السن القانوني للشغل.
من جهة أخرى وفي السياق ذاته، تم الاستماع إلى بعض جيران الهالكة الذين أكدوا في تصريحاتهم أن الخادمة كانت قيد حياتهما تتعرض للتعذيب والتعنيف وبشكل شبه يومي من قبل مشغلتها وذلك من خلال صياحها وبكائها بصوت عال يهز الإقامة التي يقطنون بها.
حميد بن التهامي(مكناس)