أخبار مكناس

المحطة الطرقية وبوابة مكناس.

محسن الأكرمين   متابعة للشأن المكناسي.

نعم، حين استحضرت هذا العنوان، وجدت أنني اقتنصته من المثال الشعبي ” علامات الدار من الباب تتبان” الدلالة. نعم، بوابة التنمية من عتبة الدار تظهر ملامحها المليحة أو سوء تقديرها الرديء. من عتبة المحطة تظهر ملامح ساكنة ومدينة. هي المحطة الطرقية بمكناس قرب ضريح سيدي سعيد أبي بكر المشنزائي، التي تعيش أسوأ حالاتها المعمارية والجمالية، محطة من الجيل الأول، تهالكت معالمها وزينتها وأضحت تشكل نشازا على الصعيد الوطني، ولحد الآن لا بديل مرتقب لها.
سيدي سعيد كان هو مدخل المدينة الرئيسي، و به كان التبرك بمطلع مدينة مكناس العالية والولوج إليها من “باب الريح”، سيدي سعيد الذي كان إن ذكرت صبحا اسمه لسائقي سيارات الأجرة الصغيرة، يقرأ المعودتين، ويتعود يمنة ويسارا، لأنه كان يضم أشد السجون المغربية حراسة وضبطا، وكان به أكبر مستشفى لأمراض “الصدر والرئة” بالمغرب.
سيدي سعيد عندما حضرت أزمة طلبة الصين، ووباء “كورونا الجديد” تذكره المسؤولون الكبار وبه تقرر وضع معسكر الحجر الصحي، باستقبال على نغمات أغنية الفنان فتح الله المغاري” ا رجال الله ا رجال الله… ا رجال الله فاش جات النوبة من عندو الساروت يحل الباب… و حنا زوار حنا زوار… حنا زوار طالبين التوبة طلبو الله لينا يجمع الحباب… بعد الغيبة الطايلة و دموع العين سايلة…” الأهم أن”مكناس جاء دورك الآن ” مع الحجر الصحي.
سيدي سعيد هو مدخل المدينة من جهة الرباط ، وهو الموزع الطرقي على محاور الشمال والجنوب المغربي، سيدي سعيد به محطة طرقية بئيسة تمثل وجه مدينة غير نير بالتنمية الموازية، محطة استهلكت حديث القيل والقال غير ما مرة، استهلكت وقفات احتجاجية، استهلكت وعودا غير محققة لا في الزمان ولا في المكان.
كل المدن تتقدم قدما وتحتفي بإنشاء مرافق عمومية كبرى، تمثل وجه المدينة وتستقبل أفق مدينة عصرية ذكية، إلا مكناس فإنها لازالت تستهلك عمليات” قدي واعدي حتى يحن الله”. فحين نقارن محطة المسافرين عبر الحافلات أو عبر القطار فإننا نصطدم بتأخر مدينة مكناس في المعالجة الفورية لوجه المدينة القادم والمسافر لتسويق المدينة، نصطدم حين يتم التفنن في تحف فنية لمحطات طرقية (الرباط) ونحن بمكناس لازلنا نفكر في وجهة توطين المحطة، نصطدم حين أصبحت محطة القطار بطنجة والقنطرة من المزارات التي يمكن أن تغريك بأخذ صورة تذكارية بها، ونحن نعيش بؤس المثيل بمكناس حين تبدو معالم فترة الحماية تنمط محطة القطار (الصغير والكبير).
الأهم بركات سيدي سعيد حاضرة بمكناس ولا زالت حاضرة إلى يومنا هذا حين تكلف بالحجر الصحي على طلبة المغاربة القادمين من الصين بكل فرح ولا خوف وأمل بالصحة الموفورة. بركاته ممكنة حين أضحت المحطة الطرقية به تشبه الضريح و الحركة الجارية بداخلها مثل موسم ” الميلود يلاقيني بحبابي”.
نعم، ” علامات الدار من العتبة باينة ” هو المثل الشعبي الذي ينطبق على مكناس . نعم هي الدعوة إلى المسؤولين على تغيير متجه التخطيط وعمل الجماعة نحو فك نحس ” مول الطاكسي” حين قرأ المعودتين بالسلامة من ذكر سيدي سعيد ولو بالتسمية، فبالأحرى بوجود محطة طرقية مثل الأضرحة المتهالكة بمكناس، و بفتح المستشفى بدون تدشين ودقة “عيساوية” للحجر الصحي على احتمال تنقل “فيروس شينوي”. دعوة صادقة نحو التجديد والتخطيط بمتتالية مكناس “باغية تنمية تفك نحس دعوات مول الطاكسي قديما”.