“الكونجي” يضرب بقوة مصالح المواطنين بمكناس
بقلم : حميد بن التهامي
مكاتب مهجورة وشبابيك شاغرة والإدارة في مأزق غير مسبوق
يعتبر “الكونجي” السنوي لدى أطر وموظفي الإدارات العمومية والشبه العمومية من بين أهم الحجج لتبرير غيابهم وترك مكاتبهم خالية على عروشها.
العديد من الإدارات والمؤسسات العمومية والشبه العمومية بمكناس تشهد غياب شبه جماعي للموظفين وعودة محتشمة للبعض منهم إلى مقرات عملهم في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك. بعدما عمد العديد منهم إلى تمديد عطلتهم الدينية وربطها مباشرة بالعطلة الصيفية المعروفة ب”الكونجي”، رغم الخصاص المريب للموارد البشرية في جميع القطاعات وفي غياب إجراءات تنظيمية ملموسة لمواجهة هذه المعضلة، ضاربين بذلك عرض الحائط خدمات ومصالح المواطنين، خاصة بالنسبة لأفراد جاليتنا المقيمة بالخارج الذين عادوا بكثافة إلى أرض الوطن بعد فتح الحدود لصلة الرحم ومشاركة أهاليهم في احتفالات عيد الأضحى المبارك من جهة ولقضاء مصالحهم وانشغالاتهم بالإدارات العمومية والشبه العمومية من جهة أخرى.
طوابير طويلة للمواطنين ومكاتب مهجورة وأخرى مغلقة بإدارات عمومية بالمدينة الجديدة:
عاينت “الصباح”، خلال جولتها التفقدية للعديد من المؤسسات العمومية الحيوية بالعاصمة الإسماعيلية زوال نقس اليوم ، غيابات بالجملة للموظفين بكل من مركز البريد ومحكمة الاستئناف والقصر البلدي وكذا المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالمدينة الجديدة (حمرية) ، مما تسبب في تعطل العديد من مصالح وخدمات المواطنين بحجة “نحن في إجازة”، دون التفكير في نهج سياسة التناوب في ما بين أطر ومستخدمي هذه القطاعات الحيوية أو تعويض بعض المستفيدين من العطل الصيفية بآخرين لسد الفراغ. الأمر الذي أدى إلى تشكيل طوابير طويلة للمواطنين أمام مكاتب فارغة من أجل قضاء مستلزماتهم ، ما يكبد الخزينة العمومية سنويا خسائر مالية فادحة بسبب هذا الوضع الناجم عن غياب تنظيم محكم للإجازات الخاصة بالموظفين التابعين للمؤسسات الادارية الحيوية المذكورة، حيث تم تسجيل هجرة بالجملة للعديد منهم، مخلفين ورائهم شللا تاما في مختلف المصالح الإدارية التابعة لها، ما عدا البعض منهم ولظروف إنسانية إرجاء إجازاتهم الصيفية إلى أواخر شهر أغسطس أو أوائل شتنبر المقبلين، وهو المشهد الذي يتكرر كل سنة، إذ لم يجد المسؤولون المحليون بعد، حلا لهذه المعضلة السنوية ، بعد أن بدت مختلف الإدارات خاوية على عروشها ، ما حرم العشرات من المواطنين من قضاء مصالحهم خاصة بالنسبة لأفراد جاليتنا المقيمة بالخارج، الأمر الذي فجر غضبا وتذمرا شديدين لدى المواطنين الذين قصدوا مختلف تلك الإدارات