يوم المعلم.

- محمد رواسي الاحدات الوطنية
كل الأيام هي لك معلمي شاهدة على حسن صنيعك.
تحية إجلال وتقدير لكل مدرس لكل من يحارب الجهل والأمية.
تحية لمعلمي الناس الخير.
تحية لمن ينير الطرقات والأماكن الخاصة والعامة بمشعل وقوده من الأعصاب.
يفترض من المعلم أن يبقى واقفا طوال اليوم متنقلا بين هذا وتلك تشتغل كل حواسه داخل القسم عليه أن يسمع جيدا لكل تلميذ
يسمع للبراءة تنطق.
ويرى كل حركة تطلبه ليتوجه نحوها ويلبي مرادها.
حاضرا بذهنه مبتسما في كل حركاته. في كل يوم يجري عمليات جراحية دقيقة في أغوار النفس وعلى المخ والمخيخ دون بلج أو مساعدة من أحد في غرف قد ينقطع عنها التيار الكهربائي ويتوهج بداخلها مصباح العقل.
كل يوم ينقش على عقول كانت كأنها حجر بعد مرور الأيام يتفجر منها الأنهار والينابيع ويجري منها ماءا عذبا سلسبيلا.
وبعد مرور السنين لربما أصبحت بحرا لاشاطئ له فيه كل أنواع الذرر الثمينة.
تحية لك معلمي ومدرسي علمت الشرطي كيف يقف في الطرقات وينظم الناس.
وعلمت الجندي تحية العلم وكيف يتأبط بندقيته ليحمي الوطن.
وعلمت القاضي الحكمة ليستمع للطرفين المتخاصمين ويحكم بينهما بالحق ولا يشطط أو يصلح بينهما ويزيل نار الحقد التي في صدورهما.
وعلمت التاجر ليقيم الميزان بالقسط ولا يظلم نفسه او يطغى على الناس.
وعلمت الربان كيف يهتدي في أعالي البحار وكيف يغوص في أعماقه. ويختار المسار الصحيح في الجو ويرتقي في السماوات العلى وينفذ في أقطارها بسلطان.
علمت الراعي كيف يرفق بماشيته ويختار لها المرعى ويسوسها ويجنب صغارها وضعافها المسالك الوعرة ويجلب لها الكلأ ويذوذ عن قطيعه بكلب وفي تلقى تذريبه منك.
قمت بمهمة الأنبياء والرسل حاربت الشرك وعلمت الناس التوحيد وإقامة الدين شرحت القرآن والحديث وقصصت عليهم سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وبذلك نلت شرف القيام ووفيت التبجيلا وبنيت أنفسا وأنشأت عقولا.
قم للمعلم ووفيه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا.