فن الحلقة بالمغرب بين عمق الموروث الشعبي و آفاق التثمين

خلال هذا اللقاء فهو الحديث عن فضائية الحلقة بمفهومه المكاني و دور هذا الأخير في إنتاج أنواع من الفرجات الشعبية داخل هذه الحلقة او تلك التي فرضت على الحلايقي التمرس على الحكي المباشر و إشراك الجمهور المتحلق في لعبة الفرجة المنجزة بشكل عفوي عبر لحظة زمنية تعطي الانطباع أنها ممتدة و غير نهائية داخل فضاء عرض دائري يوحي، بعمق حضور شكل الدائرة في ثقافتنا العربية بمفهومها الخلدوني السياسي و حتى المعماري داخل الفضاء المشترك. و لتعبر الحلقة و محكياتها الشعبية والفرجوية كذلك حسب أحاديث هذا النقاش عن العمق البدوي لانتمائنا الجمعي المغربي داخل المجال التاريخي لبلادنا بروافده الحضارية المتعددة التي جعلت هويتنا الجمعية كلا واحدا متكاملا غير قابل للتجزيء حيث تظهر هنا ثقافتنا الشعبية بما فيها أساسا الحلقة عنصرا مهما في هذه الهوية الجمعية خاصة و أنها اختارت عبر سردياتها الشفهية المجهولة المصدر الانتصار لهوامش الشعبي والمسكوت هنه و مخاطبة عبر الفضاءات و الساحات المفتوحة في البوادي والحواضر دواخل الإنسان المغربي الشعبي البدوي في عمقه الثقافي بعيدا عن خطابية الثقافة العالمة التي تنتجها المؤسسات الرسمية و الشبه رسمية داخل المجتمع بمفهومها المعرفي المغلق.(تفاعلا مع جزء من مداخلة الأستاذ الجامعي الحبيب النصيري و حسن نرايس). أما المحور الثالث و الأخير لهذه الحوارية الفكرية فانصب بالأساس على رصد ممكنات تثمين الحلقة كتراث لامادي ببلادنا و توظيف هذا النوع من الفرجات الشعبية داخل مشروع ثقافي يخدم تحصين هويتنا الجمعية وخصوصياتنا الحضارية بالأساس من مدخل تربوي تعليمي، يضمن إدراج بعض تلك المتون التراثية الخاصة بالحلقة لتكون نصوصا وظيفية بحمولة تعليمية أو داخل أنشطة للحياة المدرسية، تحقق ما تمت تسميته بتلقيح ال أجيال الصاعدة في ببلادنا ضد مظاهر العنف و التطرف خصوصا أن منطق العولمة اليوم بفرض هذا الانتباه لمخزوننا الثقافي الوطني و المحلي كأرضية لتأكيد هويتنا المغربية (تفاعلا مع جزء من مداخلتي النصيري و لوغشيت). ويبقى المهم أيضا أن الانتباه للحلقة كممارسة تراثية بالمغرب هو مدخل ثقافي يمكن استثماره لنشر سرديات جديدة مؤطرة تربويا تمتح من ذاكرة الوجدان الجمعي القيمي و الحضاري المغربي، و تسمح لجزء كبير من ناشئة اليوم التي تعيش تحت سلطة الرقمي الإلكتروني من معانقة الفعل الثقافي الحي والمباشر.