غمارة: معلمة تاريخية رفرف فوقها العلم الوطني المغربي بعد الاستقلال تتحول إلى “محرقة” و”مرحاض” بإقليم شفشاون

عبدالإله الوزاني التهامي
باستغراب كبير ينظر الزوار والسياح وكذا الساكنة لتحول معلمة تاريخية ذات شكل هندسي مغربي أندلسي ببواحمد، إلى مرحاض يقضي فيه العابرون عديمي الضمير حاجتهم البهيمية وإلى محرقة تحرق فيها الأزبال.
فعلا هو تحول سلبي خطير تشهده كثير من معالم المنطقة، حيث كانت محجا للزوار والمهتمين، لتصبح خرابا وهامشا سيء الصورة والذكر.
لكل بلدة معالمها التاريخية التي تؤرخ لفترات غابرة وتثب فترة استعمار غاشم، وتؤكد عبور ثقافة معينة وتذكر بتلاقح حضارات مختلفة، وفي كل بقاع العالم يحتفظ بتلك المعالم كشاهد تاريخي من جهة، وكمصدر لجلب السياح وتنشيط اقتصاد البلدة.
الغريب في بواحمد أن معلمة البرج التي بناها صناع بناؤون مغاربة، تحيلنا إلى حقبة الاستعمار الإسباني -هي وعدد من المعالم الأخرى- أصبحت مهمشة لدرجة أن عديمي الضمير يعتبرونها مرحاضهم وكذا يتخذها البعض الآخر مكانا للتخلص من الأزبال بحرقها داخلها.
مما يجعل هذه المعلمة مهددة بالتصدع والدمار، علما أنها كانت إبان فترة الاستعمار مكان خاص لتربية شتى أنواع الحمام، وظلت كذلك بعد الاستقلال، حيث كل الساكنة تقريبا اتخذت من هواية تربية هذه الطيور الجميلة كثقافة سائدة تشير إلى الحب والسلام.
علما أن موقع البرج هذا موقع مهم حيث يوجد في أقصى الحي الإداري وبالقرب من إقامة السيد القائد والمستوصف الرئيسي، مطلا على السهول من قريب والبحر من بعيد، ولا ننسى أن في أعلى طابق البرج مقبض حديدي خاص برفع العلم الوطني المغربي، ونتذكر كيف كان يصعد موظف السلطة للاعتناء بالحمام، ولتجديد تثبيت العمود الحامل للعلم الوطني المغربي.
متى سيتم إعادة الأهمية التاريخية المستحقة لهذه المعلمة المبنية -حسب مختصين- وفق النمط الهندسي المعماري الأندلسي المغربي ؟!
لابد إذن من إعادة نصب العلم الوطني المغربي فوق هذه المعلمة، والعمل على إعادة الروح لها بتربية الحمام في المكان الخاص بطابقها العلوي، بعد لمسات ترميمية وإصلاحية تعيد لشكلها العام رونقه وجاذبيته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى