الــــــــــفن الســـــــــــــابع ابداع بشــــــــــــري جبار
بقلـــــــــــــم
السعدي محمد
الانسان مخلوق جميل وهبه الله قدرات جبارة جعلته مميز على جميع المخلوقات وبذلك أصبح سيد هاته الارض الجميلة . مند ظهور الانسان على كوكبنا كان يحب التغيير طامع في التقدم متعطش للإبداع رافض للكسل و الخمول , يحب دائما اخراج طاقة جبارة بداخله و التعبير عن معاناته – فرحته و الادلاء بآرائه .
بعد مرور وقت طويل جدا في ابداعات ابو الفنون ( المسرح) يأتي الاخوين موليير بفرنسا و السيد أديسون بالولايات المتحدة بإبداع جديد وجميل غير مألوف في عالم الفن , الصورة المضيئة والمتحركة التي سحرت الناس و أبهرتهم فكانت تعرض العروض بالمقاهي او النوادي , و كانت حكرا على طبقة معينة في المجتمع , النخبة منها فقط .
قبل سنة 1930 كانت الافلام معظمها صامتة لكن رغم صمتها فقد كان لها تأثير قوي وكبير على الفنون التكنولوجيا و السياسة .
في القرن العشرين الميلادي و الواحد و العشرين الميلادي اصبح هذا الاختراع الجميل و العجيب من أروع و اهم ادوات الاتصال و الترفيه و الاعلام . فبعد ان اصبحت ناطقة و ملونة توجت ليصبح اسمها الفن السابع و تربعت على عرش الفنون و اصبحت ام الابداعات , لان في العمل السينمائي يمكننا ان نجمع بين الفنون للحصول على عمل متناسق رائع .
معظم الناس في مجتمعنا يرو ان السينما هي عمل للترفيه فقط , بل و الاكثر ألما من ذلك فقاعة السينما بالنسبة لهم هي مكان لتمضية الوقت و كأنهم في مقهى . في أؤخر الثمانينيات إلى منتصف التسعينيات كنا نلاحظ اكتظاظ بالقاعات إقبال كبير للجمهور يعطيك ارتياح بان لذينا متفرج شغوف للسينما عاشق للمعرفة . لكن تأتي الصدمة الكبرى و الموجعة وهي إقفال معظم القاعات السينمائية في بداية الالفية الثالثة , بحجة ان التقدم لوسائل الاعلام و التكنولوجيا حال دون ان تستمر العروض بالقاعات , جملة جميلة جدا يختبئ ورائها كل جاهل للمعنى الحقيقي للثقافة السينمائية , كل واحد حرم من تلك الثقافة الجميلة وهي مشاهدة العروض بالشاشة الكبرى , كل واحد لم يترعرع في محيط مليء بالأعمال الفنية محيط يتلقن فيه التربية الفنية بصفة عامة و السينما بصفة خاصة , محيط يجعله يكتسب في كبره مهارة في المشاهدة و اختياره للمواضع , مهارة تجعله حرا في بحر الفنون وليس عبدا لأي فكر او موضوع قد يسلب منه هويته .
مند القديم كان التقدم و ازدهار الحضارة سيف ذو حدين إن لم نحسن التوجه وكيفية التعامل تختلط علينا الامور و نتيه في متاهة يصعب الخروج منها . و لعدم السقوط في هذا الفخ وجب علينا أن نكون مجتمعا مبني على قواعد متينة في مجال التربية الفنية لكي نستطيع حماية هويتنا وحماية افكارنا وخلق فضاء مناسب للأجيال القديمة و السير جنبا إلى جنب مع التقدم الحضري السريع للسينما , لان العزوف عن قاعات العرض ليس سببه تلك الجملة الجميلة التي يختبا ورائها الجاهلون بل وكذلك العقلية التي بذات تتكاثر في ايمنا الاخيرة الناتجة عن الخلل في تلقين الثقافة الفنية و التي أسقطتنا في مشاكل عديدة جعلت نسبة كبيرة جدا من الناس يبتعدون عن الاعمال السينمائية و الفنية بصفة خاصة نظرا لبعض الافكار المتطرفة التي بدأت تنتشر في مجتمعاتنا و تغزوا أفكار شبابنا و التي و للأسف الشديد لا تزيد إلا في انتشار الجهل و عرقلت تقدمنا , و في هاته الحالة المشكل عويص جدا وخطير و يهدد تقدم مجتمعنا .
رغم المحاولات و الجهود لبعض محبين الفن السابع ببلادنا والغيورين عليه فأعمالنا لازالت بعيدة جدا عن العالمية فرغم استغلال نسبة كبيرة من المتفرجين الجاهلين لهذا الفن الجميل و إعطائهم اعمال رديئة و منها ماهي منقولة بطريقة بشعة من اعمال عالمية , فنحن لازلنا ندور في حلقة مغلقة و المؤلم في هذا ليس لنا كاتب سيناريو محترف يقدم سيناريو محبوك يخضع للمعايير العالمية .
الجهل و التطرف و العصبية من الفيروسات الخطيرة التي لا تهدد فقط مسار الفن بل و تزيد في تحطيمه.
فمن المؤسف جدا و المحزن ان اننا لما نستنجد بمسؤول كبير لانقاد القاعات و اجاد الحل كي لا تموت الاعمال الفنية و السينمائية على الخصوص ينظر إليك بتعجب و في بعض الحالات بابتسامة استهزائيه و يقول لك ( اش هاد الهتوف الخاوية ) ليس غريب أن يجيبك هكذا فهو اصلا مترعرع في محيط ينعدم فيه الفن و هاته الكلمة بالنسبة له و كأنك تتكلم معه بلغة غريبة .
رغم الخلل الذي اصابنا في ميدان الفن عامة و السينما خاصة فلازال هناك امل كبير جدا في اعادة التركيبة الاجتماعية ليس في الفن وحسب بل وفي جميع الميادين لنكون شعبا قويا ومضيء بين المجتمعات كما هو معروف علينا منذ الازل