الاحداث الدولية

التجمع الوطني اليميني يكتسح انتخابات فرنسا المبكرة

زروال فؤاد

هل هي قفزة بهلوانية غير محسوبة العواقب تلك التي قام بها الرئيس إمانويل ماكرون بالدعوة إلى انتخابات مبكرة ، بعد الإخفاق في الانتخابات الأوروبية . لكن خاب توقعه . حيث حل تحالفه الرئاسي في الانتخابات التشريعية ليوم الأحد 30 يونيو 2024 في المرتبة الثالثة ب 21% فيما استطاع البعبع الذي يقض مضجع الفرنسيين الحزب اليميني ” التجمع الوطني ” بزعامة جوردان باردبيلا أن يحصد أعلى النتائج في هذه الانتخابات التشريعية ب 33٫15% من الأصوات و حسم بذلك 37 مقعدا في الجمعية الوطنية في انتظار الدور الثاني الذي سيجري الأحد المقبل 7 يوليوز ؛ فيما حصل تحالف اليسار على ما مجموعه 28% و حسم 32 مقعدا بالجمعية الوطنية محتلا المرتبة الثانية ( تجدر الإشارة ان من يحسم مقعده في الجمعية الوطنية هو من يتحصل على اكثر من 50% من الأصوات ) .
فإلى أي عامل يمكن أن يعزى هذا الانتصار الكاسح غير المسبوق للتجمع الوطني اليميني في الانتخابات التشريعية الفرنسية : هل هو الإقبال الكثيف للناخبين الفرنسيين حيث بلغت نسبة المشاركة66,71% بالمقارنة مع انتخابات سنة 2022 والتي لم تتجاوز 39.42% أم أن مرد ذلك إلى إخفاق ماكرون سواء على المستوى الداخلي حيث لازالت تظاهرات أصحاب السترات الصفراء عالقة في الأذهان ، وشلت الاقتصاد الوطني الفرنسي ٫ و لولا تأسيس ماكرون لجبهة جديدة لقطع الطريق أمام اليمين لانتهت تجربته عند الولاية الأولى . أم إلى السياسة الخارجية و انسياقه الأعمى وراء الولايات المتحدة الأمريكية ( الأوكرانية ) في حربها على روسيا . أم إلى انجرافه وراء أمريكا و إسرائيل في حربها لإبادة للشعب الفلسطيني .
فهل تنفع دعوته إلى تحالف يقطع الطريق أمام التجمع الوطني اليميني ٫ أم أن قطار هذا الأخير انطلق ولن يتوقف إلا بمحطة الجمعية الوطنية.