مشكلة التطبيب.

محمد رواسي ( الاحدات الوطنية )
ما من مواطن مغربي ابتلاه الله بمرض ما إلا وفكر وتساءل عدة مرات قبل أن يتوجه لمستشفى عمومي . فكر في الانتظار طويلا لمشاهدة الطبيب وفكر مليا في حارس أمن المستشفى الذي أصبح له دور حتى في عرقلة عمل الطبيب إن لم يلبي طلباته وفكر وتساءل هل من أحد يعرف طبيبا او ممرضا او إداريا يتوسط له. وفكر في البناية التي تنفر منها النفوس وتتطاير منها جميع أنواع الحشرات والبعوض ولها سكان من غير البشر يزاحمون المرضى ويفزعونهم. وروائح تصاحبك قبل دخول الباب الرئيسي وأزبال منتشرة بكل جنبات الغرف والحدائق المجاورة والممرات.
تزداد حالة المريض سوءا حينما يكون في باحة الانتظار وتهون عليه نفسه وينسى مرضه عندما يرى أناس يئنون لساعات طوال جالسين او ممدودين على كراسي خشبية تحكي عائلتهم شدة معاناتهم. لا من يمد لهم يد المساعدة ولا من يضعهم فوق سرير العلاج المتنقل والمفقود في أغلب الأحيان. قد تنتظر دورك لتفاجأ بعد زيارة الطبيب أن عليك أداء واجبات ورسوم قبل أن تتوجه إلى الفحوصات بالآلات الطبية وآلآداء مسبقا قبل التطبيب.
كم يزداد ألمك وانت ترى الطبيب والممرض عابسين قلقين من كثرة المرضى وقلة المساعدين لم يعودا قادرين على الكلام. فابتسامة الطبيب والممرض في وجه المريض والفحص بالآلات النظيفة والجميلة وتسهيل مساطر الاستقبال نصف العلاج.
تفكر بعدها في غرفة النوم حاملا معك ما يلزم من غطاء وأدوات النظافةبما فيها ورق الحمام.
معك داخل الغرفة عدة أشخاص عللهم مختلفة لكل شخص عشرات الزوار يجلسون في كل مكان في الغرفة ويتقاسمون السرير مع المرضى تتعالى أصواتهم وتخنقك زفراتهم.
تسمع بعدها أن الآلة الفلانية معطلة وعليك التوجه إلى القيام بالتحاليل و التشخيص خارج المستشفى بعدها يأتي دورك في الانتظار أياما لإزالة الورم ولربما موعدا لعدة شهور. تفاجأ بعدها ان الموعد كان خطأ وتم تأجيله شهرا إضافيا إن كان في العمر بقية. لا حرج عليك شرعا أن لا تتداوى وتتعايش مع المرض ابتغاء للأجر. أجر الصبر والتحمل كما تحمل سيدنا أيوب عسى الله أن يشفي كل مريض.
مشكلة التطبيب بنيوية مما نتج عنه عدة ظواهر سلبية رافقت الطبيب في عمله وسمعته آخرها الشكاية التي قدمتها وزارة الصحة ضد الإعلامي عمورة المشهور ببرنامج “احض راسك” السبت الماضي إلى الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري. حيت اتهمت الوزارة الإعلامي عمورة بازدراء الأطباء والتحريض عليهم وبخس عملهم.
والإطناب في ذكر الفساد والتلاعب والحيل داخل الجسم الطبي. رغم ذكره مرارا أن ليس كل الأطباء فاسدين. لكن حقيقة أن المنظومة تعاني في عملها وسمعتها. تعاني منذ دراستها بدون سكن ولا منح ولا مؤهلات التكوين الجيد. ما أكده لي أمس أحد الطلبة المجتهدين والمجدين في الدفاع عن حقوق الطلبة الأطباء وهو في سنته الرابعة. يدرك مرارة المعاناة المزدوجة في التحصيل والتنظيم .
تعاني من الآذان الصمة لوزارتي الصحة والتعليم والتعنت في الحوار مع طلبة الطب والصيدلة ومهن التمريض. تعاني من دخول الخواص والسيطرة على مجال التعليم الصحي.تعاني من الفساد المستشري في صفقات البناء وصفقات الأدوية والمعدات. كل الدول جعلت من الطبيب والأستاذ مجد عزها وفخرها ومباهة بعلمهما إلا نحن من يجلدهما.