سلسلة متواضعة عن أعلام مدينتي مكناس. أعدها تحت عنوان “علم من مدينتي”، وذلك للتذكير بهم وبأهم منجزاتهم .

أنشرها على صفحتي الشخصية، وعلى صفحة مجموعتنا الفايسبوكية “مكناس التاريخ والعمران”.

مـحـمد بـشـار

+++++

علم من مدينتي +مكناس+

12-محمد العيساوي المسطاسي

+++++

الوطني الذي جلب وثيقة المطالبة بالاستقلال من فاس الى مكناس أو

المكناسي الذي شاء القدر أن يكون آخر الموقعين للوثيقة الذي يسلم الروح

+++++

   

للذكـــــــرى

+++++

الورقات السابقة :

1-عبد اللطيف المنوني… 2-علال الحجام… 3-محمد المنوني… 4-المحجوب بن الصديق

5-محمد القاسمي… 6-مليكة الملياني )السيدة ليلى( … 7-حسن القدميري…

8-كريم التازي …  9-جاكوب كوهن…  10-عبد الله الحريف… 11-ادريس الوزاني الشاهدي

+++++

 

 

 

 

 

 

المرحوم محمد العيساوي المسطاسي، الذي نخصص له ورقة هذا الشه ر، الذي يصادف الذكرى 77 لتقديموثيقة المطالبة بالاستقلال، التي قدمها شخصيا المغفور له محمد الخامس الى مستشار الإقامة العامة بالمغرب، هو أحد الوطنيين أبناء مكناس السبعة، مناضلي حزب الاستقلال، الذين وقعوا على هذه الوثيقة، والذي كان أصغرهم سنا .قال عنه المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد

مصطفى الكثيري، في إحدى شهاداته، المرحوم العيساوي المسطاسي، الذي عرف السجون والمنافي في

سبيل استقلال البلاد، يعد من خيرة الوطنيين الذين تعتز بهم المقاومة والحركة الوطنية خلال مسيرة الكفاح الوطني الذي كان أحد رجالاته البارزين. في نفس الشهادة أشاد بالدور الأساسي الذي لعبه عدد من الوطنيين، من أبناء مدينة مكناس، في تحرير نسخ وثيقة المطالبة بالاستقلال وتوزيعها عبر مختلف مدن المملكة.

للتذكير:

+ الموقعون المكناسيون على الوثيقة المذكورة، إلى جانب محمد العيساوي، هم:

– المرحوم أحمد بنشقرون )1900 – 1970( المسطاسي

– المرحوم الفقيه محمد غازي) 1901 1972(

– المرحوم محمد بنعزو )2002-1909(  

– المرحوم أحمد بن إدريس بن بوشتى) 1973-1909(

– المرحوم إدريس المحمدي) 1969-1912( 

– المرحوم عمر بنشمسي) 2001-1917(. 

+ نظائر من وثيقة المطالبة بالاستقلال قدمت الى ممثليات كل من الاتحاد السوفياتي السابق والولايات  المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.

ولد محمد العيساوي -وهو اسمه الشخصي-سنة 1918بمدينة مكناس، بجناح الأمان بالمدينة العتيقة، وبالضبط بدرب لعناية، وذلك في وسط أسرة وطنية محافظة ومتعلمة كانت مكونة من الأب والأم وربيب للأب و 3 أبناء أشقاء. هذا الربيب، والأخ من الأم للأشفاء الثلاثة، ليس إلا محمد غازي الذي سيصبح فيما بعد، أحد رجالات الوطنية والفقه والتأليف البارزين على المستوى الوطني. والذي سيعين سفيرا للمغرب ل دى  المملكة العربية السعودية في بداية الاستقلال.

وسطه الأسري، كان المنبع الأول الذي عب منه، منذ الصغ ر، المعاني والمبادئ الأولية للوطنية .بدأ تعليمه الأولي بمسقط رأسه، لكن سرعان ما ألحقته الأسرة بالمدرسة الناصرية بفاس. المدرسة التي تم تأسيسها في عشرينات القرن الماضي بالزاوية الناصريـة تحت إدارة الفقيه محمد غازي رحمه الله. داخل هذه المؤسسة الوطنية سيتنامى حسه الوطني. وقد شاءت الظروف، وهو في سن السادسة من عمره، أن يكون شاهدا على اعتقال أخيه محمد غازي وإبعاده عن فاس، وانقطاع أخباره عن الأسرة لمدة تناهز السنة .هذا الاعتقال والنفي تم بسبب تقديم مسرحية وطنية من طرف تلاميذ ثانوية مولاي ادريس التي كان هو مديرها .عند رجوع محمد  العيساوي إلى مكناس، استأنف د راسته أساسا بالجامع الكبير.

كان لزمرة من الأساتذة الوطنيين الذين درس على أيديهم الفضل في تعميق تشبعه بحب الوطن والقيم المغربية الأصيلة، والقابلية للتضحية من أجل أن يسترجع البلد استقلاله المفقود. يذكر محمد العيساوي من أساتذته على سبيل المثال لا الحصر: علال الفاسي، المختار السوسي، إبرهيم الكتاني .لكن يبقى الفقيه محمد غازي أهم عنصر أثر في تكوين شخصية محمد العيساوي وسلوكه وتوجهاته، وذلك من خلال التوجيه والتأطي ر، ومرافقته له في التنقلات والمهام التي كان يقوم بها في مناطق مختلفة من البلد. وقد كان هو أصل تكليفه بجلب الوثيقة من فاس الى مكناس. يذكر محمد العيساوي بأن الفقيه غازي كان له الفضل الكبير في تكوين  العديد من رجالات الحركة الوطنية المغربية.

في سنة 1934، وهو بدون توجه سياسي معين، التحق بصفوف الحركة الوطنية، وهو ما يزال قاصرا، إذ كانعمره لا يتجاوز 16 سنة. وهذا يدل على أن محمد العيساوي كان من فصيلة ذلك الشباب المغربي الاستثنائي الذي نسي مراهقته أو لم يأبه بها، وانخرط في سلك الكبار مبكرا، وتطوع، في سبيل الذود عن الوطن، لتحمل  مسؤوليات جسام غير محمودة العواقب ،تبدو نظر يا أكبر من حجمه وسنه.

في سنة 1937، أي في سن 19، أصبح عضوا في فرع الحزب الوطني بمكناس. وهي نفس السنة التي:

– أسس فيها الوطنيون هذا التنظيم، الذي عوض “كتلة العمل الوطني” المحظورة والمطاردة من طرف السلطات الاستعمارية، وقد ترأس فرعه بمكناس، السيد ادريس المحمدي الذي تقلد منصب وزير دولة في  حكومة مبارك البكاي لهبيل الأولى) 07/12/1955(، ومنصب وزير الداخلية في حكومته الثانية) 25/10/1956(.

– وقعت فيها معركة الماء الحلو. 

وهذا دليل آخر على أن محمد العيساوي لم يكن شابا عاديا .إن اكتسابه لثقة الحزب في مرحلة حرجة من تاريخ  المدينة والبلد ككل، وفي وقت كان التنظيم يعج بشخصيات وطنية وازنه لم يكن بالشيء الهين.

حسه التنظيمي ومشاركاته في المظاهرات الرافضة للوجود الفرنسي وقراراته، وانتظامه داخل الحزب، وإصراره على التواجد الميداني والتعبوي من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب وإلحاقهم بالحزب، أهلوه ليكون أحد الوجوه البارزة المساهمة في “معركة الماء الحلو” أو “انتفاضة ماء بوفكران”. وهي الانتفاضة التي اندلعت في بداية شهر شتنبر سنة 1937، عندما واجه المكناسيون قوات المستعمر التي حاولت تحويل مياه وادي بوفكران الى ضيعات المعمرين، وإلى بعض المنشآت الفرنسية بالمدينة الجديدة حمرية، وذلك على حساب حاجيات السكان المغاربة وحاجة فلاحتهم لها. أياما بعد انتفاضة بوفكران عين محمد العيساوي عضوا في اللجنة التي كلفت بالإعداد لشن الإضراب الاحتجاجي بالمدينة الذي تلا الانتفاضة المذكورة .

تحتفظ الكشفية الحسنية بتاريخ 26 دجنبر 1933 كيوم لتأسيسها. وهي السنة التي أعطى فيها المغفور له السلطان محمد الخامس موافقته بإطلاق اسم ولي العهد، الأمير الحسن، على هذه الجمعية .لكنها لم تحظ بالاعتراف الرسمي والإداري من طرف السلطة الاستعمارية الشيء الذي كان يطوق أنشطتها و يعوق إشعاعها.

لهذا يمكن القول بأن التأسيس الفعلي لهذه الجمعية، وانطلاقتها الحقيقية كانت، بعد الاعتراف الرسمي بها، في بداية أريعينيات القرن الماضي وكان وراء ذلك وطنيون بارزون آنذاك: الدكتور عبد الكريم الخطيب، محمد

العيساوي، ادريس المحمدي … في سنة 1944 ستتعرض الجمعية للمنع كرد فعل على تأييدها لوثيقة المطالبة  بالاستقلال، ومساهمة بعض أفرادها في المظاهرات المناهضة للاحتلال.

في فترة ما قبل الوثيقة كان محمد العيساوي موظفا. فقد كان يعمل سكرتيرا للمحتسب أحمد بن المكي التراب، الذي يقول عنه، بأنه كان من قلائل المسؤولين المغاربة الذين كانوا لا يتوانون عن قول لا للفرنسيين، كلما لزم الأم ر.

عن الوثيقة، يروي بأنها أعدت في سرية تامة ولم يعلم بها الفرنسيون إلا حين قدمت لهم .وبأنه هو من كلف بجلبها الى مكناس. وقد قام بذلك-كما يروي-صحبة الفقيه محمد بنعبود والسيد أحمد العياشي .وبالمدرسة الفيلالية قام الوطنيون بنسخ أعداد كثيرة منها ووزعوها في مناطق متعددة من المغرب .

بالنسبة لعملية التوقيعات، فقد انطلقت من مقر إقامة الفقيه محمد غازي. ويضيف، بأن مستشار الإقامة العامة لما تسلم الوثيقة، رد على المغفور له محمد الخامس بأن الموقعين عددهم 66 فقط، وهؤلاء لا يمثلون كل المغاربة. فما كان من الملك إلا أن أصدر أمره لكل الهيئات وفي كل الجهات بأن ترفع إليه برقيات تأييديه للوثيقة .

وهو ما حصل وأثار حنق الإقامة العامة.

بعد معركة الوثيقة -التي كان من أبرز وأخطر نتائجها، على الم دى المتوسط، زيادة على قمع واعتقال ونفي الوطنيين، نفي السلطان محمد الخامس والأسرة المالكة إلى جزيرة مدغشقر- كلفه حزب الاستقلال )الذي ولد فعليا يوم تقديم العريضة للمستعمر( بمهمة الإشراف على المدارس الوطنية للتعليم الحر بالمدينة. يذكر منها مدارس السقاط، النهضة والاسماعيلية .هذه المدارس التي كانت تشكل أحد روافد المقاومة للمحتل من خلال التأطير التربوي الوطني للمتعلمين، ومن خلال ما كانت تقدمه لهم من دروس تتوخى منها بت وترسيخ الروح الوطنية لدى الشباب، ودعم تشبتهم بالقيم الإسلامية والأصالة المغربية وذلك لإعدادهم للمقاومة والمعارك المختلفة.

لأن اسم محمد العيساوي كان مدرجا باللائحة السوداء للسلطة الاستعمارية، ولأن نشاطه السياسي بمدينته لم يفتر في فترة ما بعد انتفاضة الوثيقة، أقدمت هذه الأخيرة، خلال شهر نونبر 1952، على نفيه رفقة أخيه العربي المسطاسي الى الرباط.  ومن منفاه بالرباط، اعتقل وزج به في السجن بأكادي ر، ومن تم رحل تباعا على السجون التالية: بويزكارن-كلميم-قلعة مكونة-أغبالو أنكردوس .وبالطبع في كل السجون التي مر منها كان معه وطنيون .

ولم يطلق سراحه الا في شهر يوليوز سنة 1955. ونتيجة لحبسه لم يساهم في احتجاجات المغاربة على اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد في دجنبر 1952، كما أنه لم يعاين نفي السلطان محمد الخامس سنة 1953.

في بداية الاستقلال عمل بالسفارة المغربية بالسعودية، كمكلف بمهمة. بعدها التحق بسلك القضاء الذي استمر فيه الى أن أحيل على التقاعد سنة 1996.

في سنة 2005 حظي محمد العيساوي بالتفاتة ملكية، فقد وشحه جلالة الملك محمد السادس بوسام ملكي من درجة ضابط كبير. خارج هذه الالتفاتة، يمكن القول بأن محمد العيساوي، وغيره من الوطنيين، لم يحظ

بالاهتمام اللازم إعلاميا ورسميا في الوقت المناسب. كما أن تجربته السياسية والنضالية، وتاريخه الجهادي ضد  المستعم ر، والتضحيات التي قدمها لم يلق عليها الضوء مبكرا.

محمد العيساوي الزاهد لم يكن يحب أن تسلط عليه الأضواء، ولم يكن من الباحثين عن الشهرة .ثم إن اشتغاله بالقضاء، فرض عليه واجب التحفظ، والامتناع عن العمل المباشر بالسياسة وعن التعبير والجهر بآرائه ومواقفه من الأحداث المختلفة، وذلك رغم وفاءه لانتمائه الاستقلالي الأصيل. أضف الى ذلك، الظروف الموضوعية التي تتعلق بالتحولات والأحداث المتعددة التي طبعت البلد مباشرة بعد الاستقلال، والتي عمرت طويلا وأثرت سلبا على مسي رته ومساره. ثم إن الاحتفال الرسمي بوثيقة المطالبة بالاستقلال لم  ي  ـ قرر الا في سنة 1986، حين أعلن المرحوم الملك الحسن الثاني يوم 11 يناير من كل سنة عيدا وطنيا. أي 30 سنة بعد الحصول على  الاستقلال، وهي فترة طويلة شهدت وفاة العديد من الموقعين رحمهم الله جميعا.

كان لمحمد العيساوي مواقف من القضايا والأحداث التي طبعت فترات كثيرة من تاريخ المغرب الحديث. منها ما كان يتناوله في مجالسه الخاصة، عائلية وغيرها. ومنها ما عبر عنها لوسائل إعلام متعددة-تذك رته أغلبها متأخرة-ربما لأن القدرة الربانية شاءت أن يطول عمره ليكون آخر وطني، من بين الموقعين ال 66 على الوثيقة،  يغادر الدنيا.

محمد العيساوي يعتبر نفسه وطنيا وليس مقاوما، وكان يتأسف للطريقة التي كانت تمنح بها صفة مقاوم، التي اكتسبها الكثيرون ممن لا يستحقونها، والذين لم تكن لهم أية علاقة بالمقاومة. هذه القضية سبق أن أثارت جدلا وطنيا كبيرا في فترات متفرقة. وجهات نظره، بعد أن تحرر من إكراهات مهنة القضاء، والتي تتبناها ابنته الأستاذة بهيجة المسطاسي، والتي أوردت بعضها بعض المنابر الاعلامية )مجلة زمان – لوبنيون – لوماتان (…

سنوات قليلة قبل وفاته، همت مواضيع عدة، نعرض فيما يلي لأبرزها بإيجاز كبير:

+رفضه الانضمام الى تيار محمد بلحسن الوزاني رغم محاولات استقطابه، ذلك أنه، في تلك الفترة، لم يكن قد  حسم بعد في مسالة توجهه السياسي، زيادة على موقفه من بعض الأشخاص المحسوبين على هذا التيا ر.

+ عن نهاية الحماية وبداية الاستقلال السياسي للمغرب، يقول بأن استقلال المغرب كان تتويجا لكفاح العديد من المناضلين والمقاومين، وبأن حزب الاستقلال فقد الكثير من رصيده خلال هذه المرحلة. فمشاركته في أول حكومة بعد الاستقلال، وربط مصي ره بالبكاي بن مبارك لهبيل كانت خسارة كبيرة، لم يتم مع الأسف تداركها لأن

“سقطة الجمل ليست كسقطة الهر” على حد قوله.

+وفاؤه المبدئي لحزب الاستقلال لم يمنعه من انتقاده وانتقاد طرق عمله. يعتبر محمد العيساوي بأن حزب الاستقلال الذي ناضل فيه، لم يبق هو نفس الحزب في بداية الاستقلال) مغادرة أسماء بارزة -الاجتماعات الاسبوعية غابت – تقارير اللجن لم يعد لها أثر – الانشقاق – عمت الاختلالات المالية… (. أكثر من هذا فهو  يحمل ما وقع في البلد لهذا الحزب، الذي سبق أن أقسم على المصحف أن يبقى وفيا لمبادئه الأصلية .

+عن الانشقاق الذي حصل سنة 1959 في حزب الاستقلال، وتأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، يقول بان ما وقع لم يكن وليد اللحظة، بل كان فقط تحصيل حاصل. ذاك أن الأمر كان يخطط له خلال الفترة  الاستعمارية .

+عن دار بريشة يقول بانه لا يعرفها .)للتذكير، دار بريشة، الواقعة في تطوان، تعتبر أول معتقل سياسي سري  بالمغرب في عهد الاستقلال. وقد فتح أبوابه السيئة الذكر سنة 1956.(

+بالنسبة لتقييمه للأوضاع بالمغرب، يعتقد بأن الأمور منذ الاستقلال سارت على عكس المطلوب.  ونتيجة لهذا التوجه الغير السليم، تراكمت المشاكل في البلد بشكل ضخم دون أن تجد الكفاءات اللازمة القادرة على  إبداع الحلول لها. وهذا الوضع ليس هو ما كان يتوخاه الوطنيون.

الوطني محمد العيساوي، الذي رزق بستة أبناء )3 ذكور و 3 إناث( أحسن تربيتهم وتعليمهم، أسلم الروح لباريها يوم الخميس 9 نونبر 2017، عن عمر يناهز 99 سنة. وقد ووري جثمانه الطاهر بمسقط رأسه  بضريح سيدي بوزكري.

في التفاتة مشكورة، رغم تأخرها النسبي، ترمي لصيانة الذاكرة التاريخية الوطنية محليا ووطنيا، وتأبيدا  لذك رى الفقيد اعتبارا لما قدمه من تضحيات في سبيل استقلال بلده، أطلق اسمه:

-على مدرسة تقع بحي الأمل بسيدي بوزكري

-على الشارع المار من حي أكدال نحو الزيتون

-على مركز اجتماعي تابع لحزب الاستقلال، يقع بحي برج مولاي عم ر، دشنه حميد شباط إبان فترة رئاسته  للحزب.

للإشارة، أوصى محمد العيساوي بالتبرع بخزانته الشخصية لمكتبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهو ما تم  تنفيذه من طرف أبناءه .

ختاما ونحن في صلب موضوع الوثيقة والمطالبة بالاستقلال، نعتقد بأن التذكير ببعض المعطيات المتعلقة  بالموضوع، ولو بعجالة ودون خوض في أي تحليل أو إبداء لأية ملاحظة، أمر مستحب:

1-عدم توقيع وثيقة 11 يناير من طرف العديد من الوطنيين البارزين بحزب الاستقلال )من مكناس المحجوب بن الصديق نموذجا(، وتحديد سقف لعدد الموقعين عليها وطنيا، كان بدافع الحيطة من طرف قيادات الحركة

الوطنية، وتحسبا لأي رد فعل عنيف من طرف الإقامة العامة، قد يكون من نتائجه إفراغ الساحة من القادة عبر  اعتقال ونفي الموقعين، وبالتالي التأثير السلبي على وتيرة التعبئة الشعبية والمقاومة.

2-لم يتم توقيع الوثيقة من طرف أي من أعضاء م حزب الح ركة القومية )حزب الشورى والاستقلال لاحقا(  بزعامة محمد بلحسن الوزاني. الأسباب اختلف حولها.

3-وثيقة 11 يناير 1944-وهي الأشهر على الاطلاق في مسار الحركة الوطنية-لم تكن الوحيدة التي أنتجها الوطنيون. لقد سبقتها بحوالي سنة، وثيقة 14 فبراير 1943، التي قدمتها الجبهة القومية للوطنية المغربية )ائتلاف حزبي “الاصلاح الوطني” لعبد الخالق الطريس و”الوحدة المغربي” بزعامة المكي الناصري( بشمال البلاد إلى ممثلي الدول العظمى بمدن الشمال .الوثيقة الثالثة أعدها، أياما بعد 11 يناير 1944، حزب الحركة  القومية )حزب الشورى والاستقلال لاحقا( وسلمها للمغفور له الملك محمد الخامس .

+++++

إلى اللقاء مع علم مكناسي آخر في الشهر المقبل إن شاء الله.

+++++

كل الشكر والتقدير للأستاذة المحترمة بهيجة المسطاسي -ابنة الوطني المرحوم محمد العيساوي-على تجاوبها ومراجعتها للنص  وتصحيحها لبعض المعطيات وإضافتها لأخرى، ولابن عمها الرائع السيد محمد المسطاسي على المساعدة القيمة والتوجيه.

+++++ محمد بشار

الرباط في 10 يناير 2020

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى